رغم لهجتها التى يطغى عليها الطابع العربى المخلوط باللكنة الأوروبية، إلا أن أداءها المميز فى مسلسل «أهل كايرو» وبالتحديد فى دور «داليا» الصحفية المتخصصة فى الحوادث جعلها من الوجوه المميزة فى سباق رمضان المزدحم.
كندة علوش، الممثلة والمخرجة والصحفية والناقدة السورية، كانت آخر عنقود النجوم العرب الوافدين للدراما المصرية، بعد تعارف قصير فى دور «دارين» فى فيلم «ولاد العم» مع كريم عبدالعزيز والمخرج شريف عرفة.
■ معظم النجوم العرب يحضرون إلى القاهرة لتحقيق النجومية، هل حدث معك الشىء نفسه؟
- شرف كبير لى ولأى نجم عربى أن يتواجد ضمن صفوف النجوم المصريين، لأن مصر هى مربط الفرس فى الفن، لكننى تعرفت على المخرج الكبير شريف عرفة أثناء معاينته أماكن تصوير فيلم «ولاد العم» فى سوريا، وكان يبحث عن فتاة تجسد دور «دارين» الفلسطينية، وفجأة قال لى إنه يريد أن أشارك فى الفيلم فى هذا الدور، ورحبت على الفور لعلمى بمدى أهمية عرفة ومدرسته الفنية، وقمت بالدور فعلا ومن خلاله تعرفت على محمد على، مخرج مسلسل «أهل كايرو»، الذى شاهد الفيلم وبعض أعمالى السورية ورشحنى لدور «داليا» الصحفية المشاغبة فى المسلسل، بعدها اتصلت بى شركة الإنتاج وأرسلت لى السيناريو لأقرأه، وعندما علمت أنه للكاتب الصحفى بلال فضل كنت سعيدة ومتحمسة جدا، وبعدما قرأت المسلسل زادت فرحتى لأنى وجدته مختلفا عن كل الأعمال التى قدمت من قبل سواء فى سوريا أو فى مصر، كما أنه عمل هادف وجرىء وصادم، لأنه يعرى الفساد فى المجتمع فى إطار مشوق وبوليسى وفيه ربط غير مباشر لقضايا كثيرة فى الوطن العربى، وكم كانت سعادتى أننى سأقف أمام خالد الصاوى الذى أعتبره من أهم وأقوى الممثلين فى مصر.
■ وكيف حضرت لشخصية صحفية مصرية متخصصة فى الحوادث؟
- بالتأكيد لدىّ معلومات أن الصحفية فى مصر مختلفة شكلا ومضمونا عن أى مهنة أخرى، كما أن صحفية الحوادث تحديدا مختلفة عن أى صحفية أخرى، فهى تلامس الشارع والمجتمع وتفتح عينيها يوميا على الحوادث والإجرام والفساد، لذلك حاولت أن أقترب من بساطة شكل تلك الشخصية، فطوال الوقت قد لا تجد فى شكلها معالم الأنوثة الواضحة والاهتمام بالتفاصيل والماكياج، فهى امرأة تقضى معظم يومها خارج منزلها وهمها الأول هو المواطن والجريمة والعدالة، كما تخيلتها امرأة شديدة الحماس والنشاط، وكان مؤلف المسلسل بلال فضل - الذى يعمل صحفيا فى الأساس - صمام أمان بالنسبة لى، خاصة أنه على خبرة بوسط الصحافة، واثق فى كل التفاصيل التى كتبها للشخصية، كما كان يرى أن شخصية داليا تشبهنى وكان يقول لى طوال الوقت إن الشخصية فيها أشياء منى ويرشدنى لبعض التفاصيل والمفاتيح الخاصة بالشخصية، وقد حاولت فى نفس الوقت أن أرى شخصيات مماثلة لداليا فى الحقيقة، فتعرفت على صحفيين وزرت عدة مجلات لأقترب من الشخصية أكثر.
■ هل صحيح أنك فى الأصل صحفية فى سوريا، لذلك اقتربت بسهولة من شخصية داليا؟
- فعلا أنا عملت صحفية ودرست النقد وعملت مخرجة وأخيرا ممثلة ولا أنكر أن شخصية داليا الصحفية تشبه كندة الحقيقية وتصرفاتها وطباعها فى الحياة، سواء أيام كنت صحفية أو مخرجة وحتى الآن، فأنا لدىّ نفس الحماس والإصرار على قول رأيى مهما كانت العواقب وخيمة، كما أنى أتحمس لمشاركة الشباب فى أى مشكلة تخصهم وفى أى قضية وهذا فعلته «داليا» فى المسلسل، فمثلا فى الحلقات الأولى يوجد اعتصام فى نقابة الصحفيين يقوم به الصحفيون تحت التدريب، فتذهب داليا لتشاركهم الاعتصام رغم أنها صحفية كبيرة وشهيرة، وأنا مثلها تماما أشارك فى أى مشكلة للشباب.
■ وما رأيك فى التواجد العربى خاصة السورى فى الدراما المصرية؟
- أنا مؤمنة بنظرية واحدة وهى أنه لا يصح إلا الصحيح، ولن يتقبل الجمهور المصرى أى شخص مهما كانت جنسيته إلا إذا كان يستحق النجاح بالفعل ويمتلك موهبة واجتهاداً، وهذا يفسر تألق بعض العرب واختفاء غيرهم دون الإشارة لأى أسماء.
■ كيف كان رد الفعل فى سوريا بعد مشاركتك فى الأعمال المصرية، وهل صحيح أن الصحافة السورية هاجمتك عندما مثلت باللهجة المصرية؟
- كان رد الفعل إيجابيا جدا، والكلام عن حدوث هجوم علىَّ غير دقيق، لأنه ليس هجوما بالشكل الذى يعتقده البعض، بالعكس فقد كتبت الصحافة السورية بشكل جيد عنى بعد أن دخلت التمثيل فى الأعمال المصرية وتحديدا بعد فيلم «ولاد العم».
■ لكن عندما تحدثت فى بعض الحوارات التليفزيونية باللهجة المصرية كتب البعض فى الصحافة السورية ينتقد ذلك وقال: «نحن نحب كندة فلماذا تترك اللهجة السورية؟».
- وقعت فى حيرة قبل المسلسل، هل أتكلم بالمصرية أم السورية، فلو تحدثت باللهجة المصرية سيغضب السوريون، ولو تحدثت بالسورية لن يفهمنى الناس فى مصر، فكان رأى خالد الصاوى وبلال فضل أن أتكلم باللهجة المصرية، لأنى جديدة على الجمهور المصرى ولابد أن أتكلم بلهجته حتى أقترب منه، وحتى لا يظن صنَّاع الفن فى مصر أنى أعانى من صعوبات فى اللهجة.
■ سبق وتعرضت لقضايا الفساد فى أعمال سورية، وتعرضت لها فى مسلسل «أهل كايرو» فهل ترين اختلافا بين الفساد فى مصر وسوريا؟
- لا أعتقد أن هناك أى اختلاف بين مشاكل وقضايا البلاد العربية، ولكن الفرق بين مصر وسوريا أن المجتمع المصرى أكبر ولذلك المشاكل تظهر فيه أكثر، وفى سوريا توجد نفس المشاكل ولكن على نطاق أضيق، لأن تعدادنا لايزال أقل، وهناك نعانى من الأمية والفقر وعدم الوعى.
■ أخرجت عدداً من الأفلام ثم تحولت للتمثيل عن طريق المخرجة رشا شربتجى، ومع ذلك ترفضين لقب ممثلة وتفضلين الإخراج؟
- أنا بالفعل أعشق الإخراج وأعتبره طموحى الأول وعملت مساعدة مخرج فى السينما فى العديد من الأفلام، ثم تحولت لممثلة على يد المخرجة السورية رشا شربتجى، التى اختارتنى منذ خمس سنوات لبطولة مسلسل يناقش مشكلات البنات فى المرحلة الثانوية وكنت وقتها مصرَّة على أنى لست ممثلة بل أداة لتوصيل فكرة للناس من خلال التمثيل، وحتى الآن وبعدما أصبحت ممثلة لازلت أنتهز أى وقت لأقوم بإخراج فيلم وثائقى، وأتمنى أن أكمل فى مجال الإخراج.
■ تعاونت مع شريف عرفة وكريم عبدالعزيز ثم خالد الصاوى ومحمد على، ما طموحاتك فى مصر؟
- أتمنى أن أتعاون مع كل النجوم والمخرجين والمؤلفين المصريين لأتعلم وأجرب كل وجهات النظر، خاصة التى تتوافق مع قناعاتى وأفكارى، لكن لا أفكر فى السينما الخفيفة التى لا تقدم فكرا.