نيكولاس مادورو.. سائق حافلات يقود فنزويلا بعد «تشافيز» (بروفايل)

كتب: رويترز الإثنين 15-04-2013 16:30

صعد سائق الحافلات السابق، نيكولاس مادورو، سلّم السياسة الفنزويلية، بعد أن سار حثيثًا على خطى الزعيم الاشتراكي الراحل هوجو تشافيز، مرددًا شعاراته ومنفذًا لأوامره.

ورشح الرئيس الفنزويلي الراحل «مادورو» خليفة له قبل أن يخسر معركته مع السرطان، تاركًا له راية حركة سياسية غيرت وجه فنزويلا، البلد الغني بالنفط الذي يعيش فيه 29 مليون نسمة، مستندًا في حملته الانتخابية على تعهدات بالاستمرار في «اشتراكية القرن الحادي والعشرين» التي جعلت «تشافيز» بطلاً في عيون الملايين، لكنها قسمت البلاد.

وقال «مادورو» وهو يطلق حملته الانتخابية من المنزل الذي قضى فيه «تشافيز» طفولته: «نحن جميعًا في حافلة أرض الآباء.. ولها سائق.. ها هو سائق تشافيز».

لكن تسمية «تشافيز» لـ «مادورو» خليفة له ومشاعر الحزن التي هزت البلاد بعد وفاة الرئيس الراحل بالسرطان في الخامس من مارس، لم تكن كافية ليفوز «مادورو» في الانتخابات التي جرت، الأحد، بفارق كبير.

وإذا ظلت نتيجة الانتخابات كما هي سيتعين على« مادورو» شق طريقه الخاص وهو يخوض في بيئة اقتصادية صعبة، ويواجه انقسامات محتملة داخل الائتلاف المتنوع، الذي بناه «تشافيز» وتماسك بفعل سياسات ذكية وكاريزما طاغية.

وستقدم الأسابيع الأولى لـ«مادورو» في الرئاسة لمحة عن رؤيته الخاصة لفنزويلا التي لم يكشف عنها أثناء توليه وزارة الخارجية ومنصب نائب الرئيس، حين اكتفى بترديد خطب «قائده الأعلى» المثالية واللاذعة.

وسيرًا على نفس النمط أهدى «مادورو» فوزه في الانتخابات لـ «تشافيز» في الخطاب الذي أعلن فيه الفوز ورفع صورة للزعيم الراحل مركبة على صورة للسيد المسيح.

ويواجه «مادورو» الآن مجموعة من المشاكل الاقتصادية المعقدة تشمل ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو والتنافس الحاد داخل الحزب الاشتراكي الحاكم المنقسم وشكاوى متزايدة من واحدة من أعلى معدلات الجريمة العنيفة في العالم.

ويعرف عن «مادورو» (50 عامًا) تفضيله للحوار، وكون لنفسه سمعة بأنه وسطي يمكن أن يساعد التشافيزية، وهو الاسم الذي أطلق على الحركة السياسية لـ«تشافيز»، حتى تتخلص من بعض عدائها الطائفي وفكرها الاقتصادي الجامد.

وتحدثت تقارير عن أن «مادورو» يفكر في إزالة بعض القيود الاقتصادية الثقيلة ويبحث التقارب مع واشنطن.

ولا يزال التكهن بسياسات «مادورو» ضربًا من التخمين من قبل المتخصصين في شؤون الدول الشيوعية والذين يحاولون قراءة ما بين السطور وما وراء خطب المديح لقائده الراحل.

وقد يتفق ذلك مع حقيقة أن «مادورو» لعب الجيتار فترة مع فرقة لموسيقى الروك تعرف باسم «أنيجما» أو اللغز.

وتبقى العلامة الأكثر بروزًا في «مادورو» هي شاربه الشهير، الذي أقدم أنصاره من الرجال والنساء على السواء على تقليده بوضع رغوة سوداء فوق شفاهم العليا، ووصفوا الشارب بأنه «شارب أرض الآباء».

وخلال حملته الانتخابية أطلق «مادورو» على نفسه وعلى وزراء حكومته اسم «حواريي تشافيز»، ووصف المعارضين بأنهم «فريسيون» في إشارة إلى الطائفة اليهودية التي جاء في الإنجيل أنها جادلت المسيح.

وحكى «مادورو» كيف أنه تبادل التغريد مع طائر بينما كان يصلي في ضريح بمسقط رأس «تشافيز» مما جعله يوقن بأن روح الزعيم الراحل زارته، وسخر معارضو «مادورو» من الأمر واستغل رسامو الكاريكاتير الحكاية دون رحمة، واستخدموا أيقونة «تويتر» الشهيرة على شكل طائر وصورًا من لعبة الفيديو الشهيرة «أنجري بيردز» ليسخروا منه.

ولا يعرف الكثير عن حياة «مادورو» قبل انضمامه إلى «تشافيز» حين ظهر ذلك الضابط وكان حينها برتبة ليفتنانت كولونيل على الساحة السياسية في فنزويلا بانقلاب فاشل.

وقال مدون إنه بعد التدقيق في عشرات النصوص السياسية والحركات الاشتراكية اليسارية في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، لم يجد سوى إشارات عابرة لـ«مادورو».