أشارت صحيفة «اندبندت» البريطانية إلى أن الوثائق المنشورة في مجلة «دير شبيجل» الألمانية تكشف أن «ياكوف جوجاشفيلي»، ابن «جوزيف ستالين» والضابط في الجيش الأحمر، سلم نفسه طوعا إلى قوات الجيش النازي أثناء الحرب العالمية الثانية، ما جعله بمثابة خائن بنظر والده، الذي احتقره حتى مماته.
وتتضمن تلك الوثائق تقريرا يستند إلى ما رواه جندي من الفارّين بصحبة نجل «ستالين» من حصار القوات النازية: «قمنا بحرق وثائقنا الثبوتية، وارتداء اللباس المدني، وعند وصولنا إلى ضفة النهر أمرني الرفيق ياكوف بمتابعة المسير، أما هو فأراد البقاء ليرتاح».
ويستنتج أصحاب التقرير من هذه الحكاية أن «ياكوف» ظل في المكان لينتظر قدوم القوات الألمانية حتى يسلم نفسه طوعا لها!
كما توجد فرضية لا تقل إثارة تنفي أن يكون «ياكوف جوجاشفيلي» قد أسر بالأصل، وهي تستند لأقوال ابن «ستالين» بالتبني «أرتيوم سيرجييف» في عام 2007: «لا وثيقة أصلية تثبت أن ياكوف كان بالأسر، ومن المحتمل أن يكون قد قتل في معركة وقعت في 16 يوليو عام 1941، أعتقد أن الألمان وجدوا وثائقه الثبوتية واستخدموها في لعبتهم الدعائية ضد الاتحاد السوفيتي وقيادته، وعلى رأسها ستالين».
وأضاف «أرتيوم»: «أثبتت الجهات المختصة أن جميع صور ياكوف في المعتقل هي عمليات مونتاج وتزوير فاضحة».
ومهما اختلفت الروايات حول حيثيات وقوع ابن «ستالين» في الأسر، تثبت وثائق الجيش الألماني نفسه التي نشرها المؤرخ الروسي «ميخائيل زويف» أن الملازم أول «ياكوف جوجاشفيلي» وقع في أسر القوات الألمانية المهاجمة في 16 يوليو 1941، ونُقل إلى معتقل «زاكسينهاوزن» الألماني، حيث قتل في مارس 1943.
وكشف تقرير نائب وزير الداخلية السوفيتي «إيفان سيروف» في عام 1946 أن «ياكوف» كان يستهتر بإدارة المعتقل، ولم يتحدث مع أحد، ورفض يوم مصرعه الانصياع لأوامر الحراس بالابتعاد عن السياج المحيط بالمعتقل، وشتمهم، وصاح: «أطلقوا النار!». فأطلق أحد الحراس رصاصة قاتلة على رأسه.
يذكر أن ستالين رفض اقتراحاً من القوات الألمانية بمبادلة ابنه الأسير بمشير ألماني أسير، قائلاً إنه : «يرفض مبادلة جندي بمشير».