سبعون عاماً مرت على نشر كتاب «الأمير الصغير» رائعة الكاتب الفرنسى أنطوان دو سانت إكزوبيرى (1900-1944)، ومثل الكتاب حين نشر لأول مرة عام 1943 ثورة من حيث فكرته وبراعة أسلوبه، الذى جاء على شكل حكم إنسانية عميقة المعنى. يحكى الكتاب قصة طيار سقطت طائرته فى الصحراء الأفريقية، هو الذى أجبر على تعلم هذه المهنة بعد تركه الرسم الذى برع فيه فى صغره، لكنه تركه حين لم يفهمه «الكبار»: كان قد رسم أفعى تبلع فيلاً، لكن جميع من رآه وجد فيه رسماً لقبعة!
وفى مكان سقوط طائرته تقابل هذا الطيار مع الأمير الصغير القادم من كوكب آخر، وطلب منه أن يرسم له خروفاً فلا يعرف حتى رسم فى نهاية الأمر صندوقاً مغلقاً، وأقنع الأمير الصغير بأن الخروف داخله، ويتوالى السرد وتتابع، بشكل مؤثر وممتع، الصور الرمزية الوجودية فى قصة هذا الأمير، الذى أحب زهرة وأخلص لها، والمتجول بين الكوكب ليكتشف معنى الحياة. النسخة الإنجليزية الأولى من الكتاب نشرتها «رينال وهيتشكوك»، وهى محفوظة بمكتبة «بيربونت مورجان» فى نيويورك، وكان دو سانت إكزوبيرى قد ضمن نصه رسومات أنجزها بنفسه تعبر عن مضمون القصة.
الكتاب تجاوزت مبيعاته 134 مليون نسخة، وترجم إلى أكثر من 220 لغة منها اللغة العربية، التى شهدت أكثر من ترجمة للكتاب منها ترجمتان الشاعر اللبنانى يوسف غصوب، والشاعر العراقى سعدى يوسف، والقاص المغربى محمد المزديوى، ولم يتوقف نشر الكتاب على الشكل المطبوع حيث قدمت دار نشر «جاليمار» الفرنسية نسخة إلكترونية منه مصحوبة برسوم متحركة.