رصدت «المصرى اليوم» رحلة تهريب للسولار تبدأ من إحدى محطات الوقود بشارع فيصل، وتتبعت المهربين وتجار السوق السوداء حتى تفريغهم الحمولة المنهوبة فى مستودعات خاصة بمنطقة الطوابق، وكشف أحد العاملين بالمحطة عن الفساد والسرقة بداخلها، ومخطط صاحب المحطة ومديرها فى عمليات التهريب للسوق السوداء، ومنح التجار كل التسهيلات للسرقة علناً.
وقال العامل، الذى رفض ذكر اسمه: «بعد أن تتجاوز الساعة الثانية صباحاً تتراص سيارات النقل الثقيل والميكروباصات فى طابور، بينما تقف عربات أخرى كارو فى طابور آخر منفصل، تحمل خزانات صغيرة وجراكن بعد أن يأتى «فنطاس» السولار الذى يفرغ حمولته فى خزانات المحطة، تبدأ الرحلة اليومية لتهريب السولار على مرأى ومسمع من جهاز مباحث التموين الذى لم يحرك ساكناً. وأضاف: أرسلت رسائل عديدة لوزير التموين واتصلت بالشرطة وبالقوات المسلحة وأبلغتهم بالتهريب، لكن لم يتحرك أحد.
وأشار إلى أن هناك تواطؤاً بين صاحب المحطة ومباحث التموين، واتهمه برشوتهم «عشان يسكتوا ويقدموا تقاريرهم بأن كل حاجة تمام». عملية التهريب تبدأ بعد أن يأتى «فنطاس» السولار بالحمولة الرسمية للمحطة 3000 لتر لملء الخزانات نهاراً، ويستعين مدير المحطة بـ«بودى جارد» ليجبر العاملين على إخبار السائقين بأن السولار لا يأتى إلا ليلاً.
وبحسب العامل، فبعد أن يحل منتصف الليل تبدأ عمليات التهريب، بعد أن يتصل مدير المحطة بتجار السوق السوداء، ليأتوا بعرباتهم لتحميل السولار، وتتراص السيارات خلف بعضها: «العربيات الكارو والنص نقل بتاعة المهربين، تأتى من الساعة 2 ــ 6 صباحاً، واحدة ورا التانية تفرغ حمولة السولار، ويبيعون الواحدة بـ60 جنيهاً، رغم أن سعرها الرسمى 22 جنيهاً». ويوضح أن 30 عاملاً بالمحطة يعلمون بسير عمليات التهريب لتجار السوق السوداء، لكنهم لا يستطيعون فضح ما يحدث، خشية بطش صاحب المحطة والبودى جارد.