قالت مصادر مطلعة أن الاجتماع الذي عقده الرئيس محمد مرسي، مساء الخميس، مع أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يترأسه الفريق أول عبد الفتاح السيسي، تطرق إلى قضايا مهمة تتعلق بالأمن القومى المصرى وعلى رأسها موضوع مثلث حلايب وشلاتين ومشروع قناة السويس والأوضاع فى سيناء.
وقالت المصادر إن اللقاء الذي استغرق 4 ساعات يمكن وصفه بـ«لقاء الطمأنة» من جانب الرئيس لقادة القوات المسلحة، الذين أوضحوا للرئيس تأثير ما يتردد من تصريحات بشأن الحدود المصرية على الرأي العام في البلاد وداخل القوات المسلحة.
وأضافت أن القادة تحدثوا بكل صراحة عن حملات الإساءة والتشويه التي تتعرض لها القوات المسلحة، وألمحوا إلى مسؤولية مواقع وشخصيات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين عن تلك الحملات.
وأكدت المصادر أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، كان نقل إلى الرئيس في لقائه، مساء الثلاثاء الماضى، استياء وغضب رجال القوات المسلحة من تلك الحملات، وأن الرئيس طلب من «السيسي»، بعد ظهر الخميس، تريب لقاء له بأعضاء المجلس الأعلى مساء نفس اليوم، لتأكيد موقفه الرافض لحملات الإساءة.
وقال الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، القائد العام للقوات المسلحة، قال إن الرئيس مرسى، استمع خلال لقائه مع قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لآراء أعضاء المجلس، فى إطار التواصل الدائم بينه وبين الأعضاء، كل ما تم تناوله.
وأضاف «السيسي» أن المسألة كانت متعلقة للقوات المسلحة بعد الإساءات التي وجهت إليها، مشيراً إلى أن الرئيس أعلن رفضه التام لهذه الإساءات وأكد دعمه وثقته بالمجلس وقياداته.
وأوضح «السيسي»، أن الرئيس أعرب عن رفضه للإساءة التي توجه للقوات المسلحة، وأكد الدعم الكامل والثقة الكاملة لأعضاء المجلس العسكري.
وتابع «السيسي»: «لم تكن لي الفرصة أن أتحدث مع وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية، ولذلك أؤكد أن القوات المسلحة خلال العامين الماضيين كانت حريصة جداً على مصر وشعبها، ولم تقم بأي عمل أو إساءة ضد شعبنا، وسلمت السلطة في 30 يونيو، وبدأت تقوم بأعمال رفع الكفاءة القتالية للقوات والمعدات، التي تتم بمعدلات غير مسبوقة في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن القوات المسلحة مؤسسة وطنية جداً وشريفة وحريصة جداً على بلدها، وتتأثر جداً بأي إساءة توجه لها.
وأضاف «السيسي»: «أقسم بالله، أن القوات المسلحة منذ 25 يوم يناير 2011 حتى الآن لم تقتل، ولم تأمر بقتل ولم تخن أو تأمر بخيانة، ولم تغدر أو تأمر بغدر، وعلى كل من يسمعنى عبر وسائل الإعلام، (أن يخلّي باله) قبل ما يغدر بجيشه، فالضباط والصف والجنود يتأثرون جداً من تلك الإساءة».
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، رفضه للإساءات التي انتشرت مؤخراً ضد الجيش، معتبراً أن أي تعد على الجيش يعد تعدياً على المجتمع كله.
وقال «مرسي»، عقب اجتماع المجلس العسكرى، مساء أمس الأول، عبر فيديو بثه المتحدث العسكرى على صفحته الرسمية على «فيس بوك»: «ألتقى اليوم مع قادة القوات المسلحة، وأتواصل معهم باستمرار وبكل السبل، وسعدت جداً بهذا الاجتماع، وأود أن أؤكد أنه لا يمكن أن أسمح بأي نوع من الإساءة، أو التعريض، أو التعدي على أي فرد بالقوات المسلحة، بدءً من القائد العام ومروراً بالمجلس وباقي قياداته وضباط وصف وجنود، وهذا موجه إلى المجتمع كله، فأي إساءة للقوات المسلحة هي إساءة لنا جميعاً».
وأضاف «مرسي»: «إنني لا أسمح أبداً ولا أقبل، ولا يمكن أن يرضى مصرى واحد بأي نوع من الإساءة للجيش المصري، فهذا الشعب يقدر جداً، ويعي دور قواته المسلحة في كل المراحل السابقة وحتى الآن، وأنا أعلن ذلك للعالم كله، حيث إن الجيش يحمى أمن وسلامة الوطن من أي عدوان عليه، وعلى أمنه الداخلي».
وأوضح الرئيس أنه خلال اجتماع المجلس، تمت مناقشة آليات أمن الوطن، وحماية حدوده الشمالية والشرقية والغربية والجنوبية، قائلاً: «لا مجال للحديث عن أي نوع من التفريط فى حبة رمل واحدة لهذا الوطن، حيث إن الحامى الأول والحقيقي لهذه الحدود هو القوات المسلحة».