احتفلت وكالة أبحاث الفضاء والطيران الأمريكية «ناسا» أول أمس الأحد، بمرور ست سنوات على هبوط أول مركبة فضائية تابعة لها على كوكب المريخ، وهي المركبة Spirit «سبريت»، التي هبطت على سطح الكوكب الأحمر مطلع 2004.
فبعد رحلة استغرقت عاماً كاملاً، هبطت «سبريت» على سطح المريخ في الثالث من يناير 2004، وبعدها بنحو ثلاثة أسابيع، لحقت بها المركبة الثانية Opportunity «أبورتيونتي»، في الرابع والعشرين من نفس الشهر. وكان من المخطط أن تستمر مهمة المركبتين «سبريت»، و«أبورتونتي» على سطح المريخ لثلاثة شهور، ولكنها أكملت اليوم ست سنوات بحسب تقويم الأرض، أي ما يعادل 3.2 عاماً بتقويم الكوكب الأحمر، حسبما ذكرت «ناسا» في بيان على موقعها الرسمي.
وخلال تلك الفترة، اكتشفت «سبريت» أدلة تفيد بوجود "بيئة مضطربة جافة" في أحد أجزاء المريخ، تختلف تماماً عن المعلومات التي أمكن الحصول عليها بواسطة «أبورتيونتي» في جزء آخر من ذات الكوكب، حول وجود "بيئة رطبة حامضية."
وقبل تسعة شهور تحطمت إحدى العجلات الست لسبريت، بعد ارتطامها بجسم صلب أثناء محاولتها الخروج من منطقة رملية، مما أثر على قدرة المركبة على الحركة، وتشير آخر المعلومات التي حصلت عليها «ناسا» إلى أن عجلات المركبة بدأت تغوص بشكل أعمق في تربة المريخ.
وقالت وكالة ناسا، التي تتحكم بالمركبتين عن بعد، إن المركبتين استطاعتا الكشف عن العديد من جوانب طبيعة الكوكب الأحمر، لعل أهمها تأكيد وجود الماء المجمد في الكوكب سابقاً، بالإضافة إلى رصد الأجواء السيئة التي يمر بها الكوكب كل عام.
وتمكنت العربتان من إرسال أكثر من 250 ألف صورة واضحة المعالم عن الكوكب، غطت خلالها أكثر من 21 كيلومتر من سطحه. ونجحت المركبتان خلال وجودهما على المريخ، في تسلق الجبال، واكتشاف فجوات هائلة بسطح الكوكب، كما تمكنتا من النجاة من العديد من العواصف الرملية، بالإضافة إلى صمود أجهزتها ذات العمر الطويل نسبياُ وسط ظروف جوية صعبة.
وتخطط ناسا لزيادة مشروعاتها لاستكشاف المريخ، حيث تعتزم إرسال "مختبر علوم المريخ"، خلال العام الجاري، وإن كانت العوائق التقنية القائمة حالياً قد تدفع الوكالة إلى تأجيل المهمة حتى عام 2011.
ويتوقع أن يقوم مسبار«مختبر علوم المريخ» بدراسة الصخور، لتحديد ما إذا كانت البيئة قد تدعم الحياة الميكروبية، وسوف يحمل المسبار مجموعة من الأدوات بما فيها الليزر، والتي يمكنها أن تختبر الصخور والتربة بتفصيل أدق من البعثات السابقة.