الآلاف يشيعون «شهيدي دارفور» في الدقهلية.. ونساء «الكردي» يستقبلن الجثمان بالزغاريد

كتب: غادة عبد الحافظ, داليا عثمان الأحد 09-05-2010 15:02

ففي قرية الاتحاد انتظر الآلاف على الطريق منذ الساعات الأولى من الصباح  في انتظار جثمان الشهيد «أحمد سليمان محمد سليمان» ( 19 سنه)، و وقفت والدته «عزة على عقيد» البالغة من العمر (35 سنه)،  في حالة ذهول ودموعها تنهمر في صمت وسط النساء في مدخل القرية، وأخذ الأهالي يرددون "حسبى الله ونعم الوكيل".

وفور وصول الجثمان انخرط الجميع رجال ونساء في حالة بكاء شديد وسقطت والدته على الأرض وهى تجري خلف النعش قبل دخوله مسجد الاتحاد لأداء صلاة الجنازة ، وحاول الأهالي منعها من حضور الجنازة إلا أنها أصرت وهى تقول " ده رجلى قبل مايكون ابنى ياناس هايروح فين ويسبنى لواحدى ومين هايجوز أخته الصغيرة "، وسقطت مغشيا عليها داخل المسجد وحملها الأهالي وابنها الثاني خارج المسجد في حالة إعياء شديد .

 وأكد «جمال العربى» أحد الأهالي،  أن أحمد هو الابن الأكبر، ولقد توفى وهو صغير وترك والدته ومعها ثلاثة أبناء وهم أحمد "المتوفي"، ومحمد (17 سنه)، وإيمان ( 15 سنه)،  وأشار إلى أن أحمد كان يعمل كهربائياً منذ أن كان بالصف الأول الإعدادي ليساعد والدته في تربية "إخواته" وكان يتمتع بقدر عالي من الأخلاق، لافتاً إلى أنه لم يلتحق بالجيش سوى من 6 أشهر فقط.

وفى مدينة الكردي انتظر الآلاف من أهالي المدينة جثمان الشهيد «محمود رضا أحمد جاد عبد الرحمن » الذي استشهد عن عمر  20 سنه ،  وافترشت والدته « فتحية محمد على سلامه» (46 سنه)،  الأرض أمام مسجد أبو جبهه ،  وهى تبكى وتردد " حسبي الله ونعم الوكيل منهم لله ".

 وفور وصول الجثمان تتقدمه سيارة الشرطة العسكرية انطلقت زغاريد النساء في مشهد مؤثر وهم يرددن "للجنة ياشهيد" بينما سقطت الأم على الأرض وهى تصرخ خلف الجثمان، ومنعها الأهالي دخول المسجد.

وأدى آلاف لمصلون صلاة الجنازة داخل وخارج المسجد وألقى إمام وخطيب المسجد خطبة عن منزلة الشهيد في الجنة، ثم خرج الآلاف خلف الجثمان لتشييعه إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة وهم يرددوا "الله أكبر " و" لا اله الا الله ".

وأكد أهالى المدينة " أن المجند هو الابن الأوسط لأسرته ويعمل والده، باليومية وله شقيق أكبر أسمه محمد (24 سنه)، وشقيقه أصغر اسمها سماح (16 سنه).

ووقف ووالده «رضا محمد جاد»وسط الأهالي يبكى قائلاً، " حسبى الله ونعم الوكيل ابنى راح شهيد فى بلاد غريبة منهم لله اللى قتلوه وحرقوا قلبنا عليه ".

وقال «إبراهيم محمود على سلامه»خال  الشهيد، لـ «المصري اليوم»،" محمود دخل الجيش في شهر أبريل من العام الماضي وكان يتمتع بسيرة طيبة والتزام أخلاقي وديني وكل الشباب في البلد كانت بتحبه "، وأضاف، أن "محمود كان بيساعد والده في عمله باليومية علشان يساعد في مصاريف البيت ".

من جانبه أكد «ابراهيم الحديدي» ، رئيس المجلس المحلى الشعبي أن المجلس بالتعاون مع المحافظة يبحث تكريم أسماء الشهداء بالشكل اللائق حيث تم طرح إطلاق أسمائهم على الشوارع التي يقطنون بها .

كان جثامي الشهيدين، «أحمد سليمان محمد سليمان»، و«محمود رضا محمد جاد» من القوة المصرية العاملة ضمن قوات حفظ السلام في مهمة الأمم المتحدة بدارفور، قد وصلا على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات المسلحة إلى قاعدة شرق القاهرة الجوية، ومنها إلى مستشفي كوبري القبة العسكري.

وقد وقع حادث إستشهادهما إثر اشتباك عناصر مسلحة غير محددة الهوية مع مجموعة من القوات المصرية كانت تؤدي مهامها الأمنية ضمن عناصر قوات حفظ السلام بدارفور، كما أصيب خلال هذا الاشتباك ثلاث جنود نقلوا علي الفور لتلقي الرعاية الطبية في مستشفي دارفور وحال وضعهم الصحي دون نقلهم إلى مصر وحالتهم الصحية مستقرة.

وقد أجريت مراسم الاستقبال العسكري لجثمان الشهيدين عقب وصولهما.