لقن جالطة سراي التركي ضيفه ريال مدريد الإسباني درسًا قاسيًا وأفسد فرحته بالتأهل للمربع الذهبي في بطولة دوري أبطال أوروبا، حيث تغلب عليه «3/2»، الثلاثاء، في إياب دور الثمانية للبطولة.
وتأهل الريال إلى المربع الذهبي للموسم الثاني على التوالي بالفوز «5/3» في مجموع المباراتين، حيث سبق له أن تغلب على الفريق نفسه «3/0» في مباراة الذهاب بمدريد، الأربعاء الماضي، ليطيح بالفريق التركي خارج البطولة.
وبدا أن الريال أنهى المواجهة مبكرًا، بعدما سجل نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو هدفًا في الدقيقة الثامنة ليصبح جالطة مطالبًا بالرد عليه بخمسة أهداف لضمان التأهل.
ومع التغييرات الرائعة التي أجراها فاتح تريم، المدير الفني لجالاطة سراي، في صفوف فريقه بالشوط الثاني، رد أصحاب الأرض بثلاثة أهداف سجلها الإيفواري إيمانويل إيبوي والهولندي ويسلي شنايدر والإيفواري الآخر ديدييه دروجبا في الدقائق 57 و71 و72.
ورد رونالدو بالهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع للمباراة.
ورفع رونالدو بهذا رصيده إلى 11 هدفًا في صدارة قائمة هدافي المسابقة هذا الموسم بفارق ثلاثة أهداف أمام كل من بوراك يلمز، مهاجم جالطة سراي، الذي غاب عن لقاء، الأربعاء، للإيقاف والأرجنتيني ليونيل ميسي، مهاجم برشلونة الإسباني الذي يلتقي، الأربعاء، مع باريس سان جيرمان الفرنسي في جولة الإياب بدور الثمانية أيضًا.
وبدأ جالاطة اللقاء ببعض المناوشات الهجومية التي لم تشكل أي خطورة على مرمى الريال.
كانت الفرصة الخطيرة الأولى في المباراة من نصيب الريال، عندما شن الفريق هجمة مرتدة سريعة أجبرت حارس مرمى جالطة على التقدم أمام منطقة الجزاء لقطع الكرة من أمام جونزالو هيجوين ومنعه من الانفراد، لكنه أهداها إلى الأرجنتيني الآخر آنخل دي ماريا أمام منطقة الجزاء ليسددها دي ماريا بيسراه باتجاه المرمى الخالي من حارسه، لكن الكرة مرت بجوار القائم مباشرة في حراسة الدفاع الذي تركها بعد الاطمئنان على ابتعادها عن المرمى.
وواصل الريال ضغطه في الدقائق التالية، حتى نجح رونالدو في تسجيل هدف التقدم للريال مع بداية الدقيقة الثامنة.
وجاء الهدف عقب هجمة سريعة منظمة، مرر منها مسعود أوزيل الكرة إلى مواطنه سامي خضيرة في الناحية اليمنى على حدود منطقة الجزاء، ليمررها عرضية زاحفة إلى رونالدو الذي لم يجد أي صعوبة في وضعها داخل مرمى فيرناندو موسليرا بلمسة هادئة، في غياب الرقابة الدفاعية تمامًا وهو على بعد خطوتين فقط من المرمى.
وشعر جالاطة بحرج موقفه فاندفع في الهجوم، بحثًا عن هدف التعادل، وبذل الإيفواري ديدييه دروجبا والهولندي ويسلي شنايدر جهدًا كبيرًا مع حميد ألتينتوب، لكن هجمات الفريق افتقدت النهاية الدقيقة والفاعلية المطلوبة في مواجهة الدفاع اليقظ من قبل الريال.
واستعاد الريال سيطرته سريعًا على مجريات اللعب، وعاد لفرض هيمنته على أرض الملعب، ما ضاعف من عصبية لاعبي جالطة واضطرهم للجوء للخشونة في بعض الأحيان، مما أسفر عن إنذار شنايدر في الدقيقة 20.
وفي الدقيقة 24، كاد الريال يعزز تقدمه بهدف رائع، إثر هجمة منظمة مرر منها رونالدو الكرة بعقب القدم إلى زميله دي ماريا المندفع على حدود المنطقة، ليسددها دي ماريا بمهارة رائعة في الزواوية البعيدة على يسار الحارس موسليرا الذي لمسها بيده بصعوبة بالغة لتخرج الكرة إلى ركنية لم تستغل.
وأجرى البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني للريال، تغييرًا اضطراريًا في الدقيقة 31 بنزول ألفارو أربيلوا بدلا من الغاني مايكل إيسيان للإصابة.
وواصل الريال هيمنته في الدقائق التالية مع بعض المحاولات الهجومية غير المجدية من جالطة باستثناء الكرة التي سددها شنايدر زاحفة في الدقيقة 37 من حدود منطقة الجزاء ومرت بين أقدام لاعبي الفريقين، ثم أمسكها دييجو لوبيز بثبات لينتهي الشوط الأول بتقدم الريال بهدف نظيف.
ومع بداية الشوط الثاني، دفع «تريم» باللاعب المغربي نور الدين مرابط بدلا من ألتينتوب لتنشيط دماء الفريق وزيادة القدرات الهجومية للفريق.
ولكن شكل الأداء لم يختلف تمامًا في بداية هذا الشوط عن الشوط الأول.
وأهدر رونالدو فرصة ذهبية لتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 56، عندما مرر إليه أوزيل الكرة عرضية، لتصل إليه على بعد ثلاث خطوات من المرمى، لكنه فشل في السيطرة عليها ولعبها بغرابة شديدة إلى جوار المرمى.
وجاء رد جالطة على هذه الفرصة بشكل رائع، حيث شن الفريق هجمة سريعة مرر على أثرها ويسلي شنايدر الكرة عرضية داخل منطقة الجزاء، ليقابلها إيمانويل إيبوي المندفع بقوة من حدود منطقة الجزاء، لتخترق الكرة المرمى على يمين لوبيز الذي لم يرَ الكرة إلا وهي في الشباك.
ومنح الهدف «سراي» ثقة كبيرة فاندفع الفريق في الهجوم وأهدر شنايدر فرصة ذهبية لتسجيل هدف التقدم في الدقيقة 62، عندما وصلت إليه الكرة على مسافة قريبة من المرمى في غياب تام للرقابة، لكنه لعبها خارج المرمى.
وواصل جالاطة هجومه حتى نجح شنايدر في استغلال تمريرة البديل صبري ساريوجلو وهيأ الكرة لنفسه على حدود المنطقة، ثم سددها قوية زاحفة، لتمر بين قدمي المدافع الفرنسي رافاييل فاران وتسكن شباك لوبيز في الدقيقة 71.
ولم يمهل جالاطة ضيوفه فرصة لإعادة ترتيب الأوراق، حيث مرر البديل الآخر نور الدين مرابط الكرة من الناحية اليمنى، ليخطفها دروجبا بعقب قدمه وبلمسة سحرية إلى داخل الشباك وسط ذهول لاعبي الريال ليكون الهدف الثالث لأصحاب الأرض في الدقيقة 72.
ويواصل جالاطة هجومه، بحثًا عن مزيد من الأهداف، بعدما تجدد أمله في التأهل، لكن الحظ عاند الفريق في أكثر من كرة، كما ألغى الحكم هدفًا لدروجبا بدعوى التسلل.
وفي الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، نجح رونالدو في حفظ ماء وجه فريقه بتقليص النتيجة من خلال الهدف الثاني له وللريال، ليطلق الحكم بعدها صافرة النهاية.