وصف الدكتور «سيف الإسلام القذافي» نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، ليبيا بأنها أكثر الدول الديمقراطية في العالم من الناحية النظرية، لأن بها الكثير من مناحي الديمقراطية المتمثلة في تعددية الأحزاب والتمثيل المتساوي في الانتخابات، وإن كانت ممارستها عملياً بعيدة إلى حد ما بسبب الثقافة المدنية التي سادت عقب الاستعمار.
وقال «سيف الإسلام» في محاضرته التي حملت عنوان «ماضي و حاضر و مستقبل ليبيا» بالجامعة الأمريكية، مساء أمس، إن بلاده تخطو على طريق الإصلاح السياسي من خلال الديمقراطية بالمشاركة والتمثيل السياسي المباشر، فضلاً عن تنظيم المؤتمرات والمقابلات الشعبية مع الجماهير لمعرفة رغباتهم.
وأضاف نجل الزعيم الليبي رئيس مؤسسة «القذافي الدولية للجمعيات الخيرية والتنمية» أن الحكومة الليبية تتيح للمجتمع التصويت على قرارات مجلس الشعب في طرابلس قبل إقرارها، من خلال ما أسماه«الديمقراطية الالكترونية»، حيث يتم إعلام الجمهور بمسودة القرار قبل إصداره من خلال شبكة الإنترنت، ليتيح للشعب إبداء رأيهم ومناقشة القضايا المتعلقة بهم، لكي يمارسوا دورهم بعد ذلك كناخبين ومصوتين على القرارات، مؤكداً أن النظام الديمقراطي في ليبيا "يواجه مشاكل كثيرة إلا أننا نحاول إصلاحها".
وعن حكم القانون في ليبيا وتأثيره على الإصلاح السياسي والاجتماعي، اعترف «سيف الإسلام» أن طرابلس لا يحكمها قانون أو دستور، وإن كانت هناك إجراءات وخطوات يتم تنفيذها للتعويض عن هذا الأمر دون إطلاق قوانين، مشيراً إلى أن "صورة وسمعة ليبيا لم تكن جيدة وليست عظيمة ولكننا نخطو لتحسين هذه الصورة من خلال فتح الدولة للسائحين الأجانب وإنهاء معوقات الحصول على التأشيرة الليبية".
ورداً على سؤال عن دور الإسلام في الحكم في ليبيا، أصر «سيف الإسلام» على أن الشريعة الإسلامية لها الأولوية في الممارسة والتشريع، قائلاً إن ليبيا مجتمع إسلامي بالكامل، والقرآن مصدر قوانيننا وتشريعاته مستمدة من القرآن.
وأضاف أنه لا يمكن أن يحكم ليبيا مواطن مسيحي، لأن إمام المواطنين في دولة إسلامية لابد أن يكون مسلماً، فضلاً عن الالتزام بتعاليم القرآن والشريعة حتى لو تعارضت مع حقوق الإنسان وفقاً للمنظور الغربي، ضارباً المثل بعقوبة الإعدام التي يرفضها الغرب في حين أنها جزء من الشريعة الإسلامية.