Apple.. من ضحية إلى نمر تكنولوجي

كتب: الألمانية د.ب.أ الأربعاء 05-05-2010 14:09

شقت Apple طريقها وبنت سمعتها مع بزوغ فجر أجهزة الكمبيوتر الشخصية كمبتكر مستقل لا يهاب أحدا، بأحد أشهر الإعلانات التلفزيونية على الإطلاق.

أطلق على الإعلان "1984" تيمنا باسم واحدة من أشهر روايات الأديب الأنجليزي «جورج أورويل»، التي ألفها عام 1949، وتنبأ فيها بقوى هائلة تتحكم في مصير العالم وتتقاسمه. يصور الإعلان امرأة رياضية تمسك بمطرقة وتمثل Apple، وتحطم بيد واحدة هيمنة ودكتاتورية الوحدة والتطابق السائد بين منافسي Apple، مثل IBM و Microsoft.

بيد أنه بعد 26 عاما يبدو أن بندول الساعة يتأرجح عائدا للخلف. حيث تعد Apple الآن واحدة من أثرى وأقوى شركات التكنولوجيا في العالم، بفضل أجهزة الهواتف الخلوية المتطورة التي تنتجها، مثل iPod وiphone وأحدث ما قدمته للسوق العالمي، iPad. وفجأة، صارت Apple أشبه بتلك الشركات العملاقة التي سخرت منها في الماضي عندما كانت في أولى خطواتها.

Apple هي ثالث أقوى شركة أمريكية من حيث الأصول المالية، بعد Microsoft وعملاق صناعة النفط "إكسون موبيل"، وقد تتجاوز مايكروسوفت قريبا، فحجم المبيعات المتوقعة خلال العام الجاري يصل إلى ستين مليار دولار.

كما تشير آخر أخبار حقل التكنولوجيا إلى أن صورة Apple آخذة في التغير، قد تكون منتجاتها رائعة كعادتها، غير أن صورة الشركة التي كان الجمهور ينظر إليها ككيان هزيل، تتحول إلى كائن متغطرس يسعى للهيمنة المطلقة. فتتساءل مجلة "كمبيوتر وورلد": هل تحولت Apple ل Microsoft أخرى؟"، وسارت صحيفة "نيويورك تايمز على نفس النهج حيث وصفت Apple بالِشركة "المتوحشة" وقالت إن جهازها الرائع iPad صار " مملكة Apple التي لا يمكن اختراقها: جهاز بلا مسام ولا يمكن فتحه، وليس مزودا بأي وسيط لادخال بيانات".

ربما تنتشر انتقادات مماثلة في العاصمة الامريكية واشنطن ، إذ وردت أنباء تفيد بأن وزارة العدل الأمريكية تبحث فتح تحقيق حول ممارسات Apple الاحتكارية عقب إعلان الأخيرة الشهر الماضي ضرورة توافق كل البرامج التي يتم كتابتها لنظم تشغيل Apple ، مع أدواتها.

أثار إلحاح الشركة هذا موجة من الانتقادات عبر الانترنت. فكان ضمن التعليقات التي تكررت على موقع "بيتا نيوز" وهو منتدى معروف لمطوري البرامج: " هذه القيود تجاوزت كل الحدود"، ووجه المنتدى دعوة جاء فيها " على الجميع التوجه إلى تطوير برامج لصالح أندرويد" وهو نظام تشغيل Google، منافس Apple الأساسي في عالم تكنولوجيا الهواتف المحمولة.

تحتفظ Apple بهيمنتها القوية أيضا على جهازيها، iPhone وiPad، فتحظر التطبيقات ذات الإيحاءات الجنسية وحتى تلك التي تنتقد الشخصيات العامة، ولو على سبيل الدعابة، لدرجة أن أحد تلك الإعلانات تعارض وقيود الرقابة التي تفرضها Apple ولم تجزه إلا بعد أن فاز بجائزة بوليتزر، فيما تظل لعبة يمكن خلالها وضع الشخصيات السياسية على منصة بهلوان داخل البيت الأبيض، على قائمة Apple للمواد المحظورة.

ومعروف عن Apple أنها تتوخى السرية التامة حول المنتجات التي تعتزم طرحها وانها تتعرض لانتقادات جمة لسلوكها هذا بعد قصة نموذج Apple الأولي المفقود. وتقول القصة ان أحد مهندسي Apple ترك نسخة الجهاز التي كانت الأسواق تتطلع إليه وتنتظره بشوق ، في إحدى الحانات الشهر الماضي ليجده طالب ويأخذه، وقدم موقع "جزمودو" المعني بكل جديد في عالم التكنولوجيا ، خمسة آلاف دولار ليشتري الجهاز من الطالب، ومن ثم أعاده مباشرة لشركة Apple بعد فحصه بصورة دقيقة.

كان من الممكن أن تنتهي القصة دون أن يصاب أحد بضرر ، غير أن Apple ادعت أن الجهاز سرق وقامت الشرطة على الفور بحملة تفتيش لمنزل محرر موقع "جزمودو" الذي كتب القصة، حيث صادرت أجهزة الحاسب الشخصية لديه.

حتى برنامج قناة "كوميدي سنترال" الساخر "ذا ديلي شو ويز جون ستيوارت" والذي يخاطب نفس الجمهور الذكي المهتم بأحدث أخبار التكنولوجيا ، بين العشرين والثلاثين عاما ،وهي الشريحة الأساسية التي تستهدفها منتجات آبل، وجد أنه من الضروري أن يناوش الشركة ويثير حفيظتها.

وقال «ستيوارت»، مقدم البرنامج، "كان يعتقد أن تكون Microsoft هي الشركة الشريرة .. لكن يبدو أن Apple تكفلت بهذا الدور في "باليو ألتو"، في حين كرس «بيل جيتس»نفسه لقضية تخليص العالم من البعوض".