عرض كليته للبيع فى ميادين وشوارع وسط البلد لتدبير تكاليف اعادة ابنتيه الى مصر، بعد ان تركهما فى العراق منذ 10 سنوات بسبب قيام السلطات العراقية بترحيله، الأب البائس ترك ابنتيه في سن الطفولة ووسيلة الاتصال الوحيدة بهم عبر الهاتف المحمول.
التقت «المصري اليوم» بالأب «شكري عبد الرازق محمود» "52سنه" كهربائي الذي قال، إن مأساته بدأت في عام 1999 حينما رحلته السلطات العراقية إلى مصر وتركا ابنتيه «حنين» وعمرها 6 سنوات و«حوراء» 4 سنوات ولم يراهما حتى الآن، إلا من خلال الصور الفوتوغرافية المرسلة إليه، حاول العمل كثيرا لكن ظروفه الصحية لم تساعده، لبتر جزء من قدمه اليمنى في حادث قطار وتركيب مفصل في ساقه اليسرى، يعيش مع شقيقه وأولاده في شقته بمساكن أبو زعبل بمحافظة القليوبية، كل ما يتمناه في الحياة هو عوده ابنتيه.
أضاف الأب انه سافر إلى العراق في عام 1981 لتكوين مستقبله، وهناك تعرف على سيدة عراقيه الجنسية وتزوجها، أنجبا ابنتيه «حنين» و«حوراء» وعاش معهم في سعادة مرت الأيام والسنوات وكبرت ابنتيه والتحقا بالمدارس، لكن الحظ لم يحالفه كثيرا فوجئ بقرار من السلطات العراقية بترحيل المصريين العاملين هناك، وكان من ضمن المرحلين تركا ابنتيه مع والدتهما التي كانت تطمئنه عليهما بصفه دائمة، اتفق معها بأنه سوف يعمل لتدبير تكاليف تذاكر عودتهم والاقامه معه في مصر، فقام بعمل مشروع وفتح محل كهرباء في محافظة الشرقيه، لكن المشروع فشل وأعلن إفلاسه، فأقامت زوجته دعوى قضائية في المحاكم العراقية تطلب الطلاق، وانفصلت عنه بقرار المحكمة، رغم ذلك فهي تساعد ابنتيه على الاتصال به، وأرسلت له صورهما في مراحل عمرهما المختلفة .
أشار الأب أنه بعد فشله في استكمال مشروعه لتدبير تكاليف التذاكر، اسودت الدنيا أمامه واستضافه شقيقه فى مسكنه بمساكن ابوزعبل بالقليوبية ،وشعر بانه ثقيل على شقيقه، فقام بالعمل من خلال منزل شقيقه بتصليح الأدوات الكهربائية للمعارف والاقارب لتوفير نفقاته اليومية لعدم قدرته على العمل بسبب سوء حالته الصحيه ،أصيب منذ الصغر ببتر في قدميه اليسرى وتركيب مفصل فى ساقه اليسرى.
قدم عده طلبات لوزارة الاسكان ومحافظ القليوبية للحصول على شقه لإقامة ابنتيه معه في حاله تدبير تكاليف التذاكر وعودتهما إلى مصر، لكن بلا جدوى.
أضاف بأنه مر 10 سنوات ولم يستطع للوصول إلى حلول، فقرر بيع جزء من جسمه حتى يستطيع أن يعيش باقي العمر المتبقي مع بناته ،فكتب ورق بخط يده عن رغبته في بيع الكلى لتوفير تكاليف تذاكر اعاده ابنتيه ،ومكان للاقامه فيه ،لاصق هذه الأوراق على أعمده وحوائط وسط البلد والمهندسين ومدينه نصر ،تلقى اتصالات كثيرة ومن بينها أسرة سودانية واتفقا معهم على بيع الكلية لكن فصيلة دمه وقفت أمامه عائق، وأضاف انه تلقى اتصالا هاتفيا من شخص يعرض عليه بيع جزء من الكبد مقابل مبلغ 100 ألف جنيه لكنه رفض خوفا من عدم نجاح العملية وأمنيته في رؤية ابنته.