قرية «الشيخ عمار» مركز طما فى سوهاج، نموذج صارخ لحالة الفقر المدقع الذى يعيشة أبناء الصعيد بشكل عام وأبناء المحافظة بشكل خاص. ملامح الفقر المدقع تنطق فى شوارعها ومبانيها، بعد أن سقطت من حسابات المسؤولين، ما دفع عددا من سكان القرية، وعددها 14 ألف نسمة، إلى هجرها ونزولهم إلى محافظات الوجه البحرى، بحثا عن لقمة العيش حيث يعيش أكثر من 30 % من أبناء القرية على إعانات الشؤون الاجتماعية بواقع 180 جنيها لكل أسرة شهريا، على حد قول عدد منهم.
الوحدة الصحية بالقرية مجرد مبنى لا يقدم أى خدمة للأهالى، والمدرسة الوحيدة للتعليم الابتدائى يزيد عدد التلاميذ فى الفصل بها على 60 طالبا، الأمر الذى يتسبب فى تسرب 50% من أبناء القرية من التعليم، و60% من أبناء القرية يعانون من مرض الفشل الكلوى، بسبب تلوث مياه الشرب، والجمعية الزراعية متهالكة، ويتمنى أبناء القرية أن تعود «أيام مبارك» لأنها حسب قولهم، أفضل من «أيام مرسى».
محمد فيصل أبوضيف، عمدة القرية، يقول إن القرية أفقر قرى محافظة سوهاج، لذلك هجرها الآلاف من أبنائها إلى القاهرة والإسكندرية وغيرهما للعمل، خاصة أن مساحة القرية محدودة للغاية حيث لا يزيد زمامها على 150 فداناً فقط، مما يؤثر على فرص العمل الحقيقية لأبنائها، وأشار العمدة إلى أن القرية تعيش بالكاد على اعانات الشؤون الاجتماعية، حيث يوجد نحو 30% من أسر القرية يحصلون على رواتب شهرية من الشؤون الاجتماعية، ورغم أن هذا المبلغ لا يسمن ولا يغنى من جوع إلا أن الأسر تعيش عليه لقلة ذات اليد، على حد قولهم.
ويقول حمدى فاروق، «موظف»، من أبناء القرية، إنهم يلعنون اليوم الذى وصلت فيه جماعة الإخوان المسلمين للحكم، حسب كلامه، موضحاً أن الإخوان يهتمون فقط بمصالحهم وجماعتهم ولم يفعل مرسى لهم شيئا.
ويشير عبد الناصر فهمى، مدرس بالمعهد الدينى بمشطا، ومن أبناء القرية، إلى عدم وجود مكتب بريد يقدم الخدمة لأصحاب المعاشات والأرامل، مما يضطرهم إلى الذهاب إلى قرية مشطا.