«أبيس الأولى» إحدى قرى ريف الإسكندرية، التى يعيش أهلها خارج نطاق الزمن، يترقبون الحوادث والمصائب كل لحظة، على أيدى اللصوص والبلطجية، والخارجين على القانون، أو الابتلاء بالأمراض والعدوى، بسبب انتشار الذباب والبعوض والفئران.
الأهالى يقولون إنهم يعيشون مأساة كاملة وحسب قول الكثير منهم «اشتكوا لطوب الأرض» من تجاهل المسؤولين، دون أن يجيبهم أحد، ليواصل البلطجية ممارساتهم فى ظل توقف نقطة الشرطة عن العمل.
خطوات قليلة تخطوها قدماك وسط القرية كفيلة بوضعك فى مواجهة مباشرة مع مصرف مكشوف وحشرات وفئران وكلاب ضالة، ومشكلة الصرف الصحى المستعصية تسببت فى انتشار أمراض كثيرة وخطيرة بين الأهالى، وتصدع الكثير من المنازل، نتيجة غرق الشوارع بمياه المجارى.
يقول حامد موسى، محام من الأهالى: «مشكلاتنا لا حصر لها فالوحدة الصحية أغلقت أبوابها لأنها تعانى الإهمال الشديد ولا توجد بها أدوية أو إسعافات أولية وهى فى حاجة لعملية إحلال وتجديد عاجلة، والشؤون الصحية بمديرية الصحة ترفض تسلم المستشفى أو إجراء عملية إحلال وتجديد له إلا بعد الحصول على موافقة من هيئة الإصلاح الزراعى بتخصيص الأرض التى عليها المستشفى لإقامة مستشفى متطور». ويشير على النعيرى، أحد سكان القرية، إلى إرسالهم شكاوى كثيرة لوزارة الداخلية بشأن نقطة الشرطة المهجورة منذ 2007، رغم انتقال تبعيتها من محافظة البحيرة إلى الإسكندرية، ما أدى لانعدام الأمن بالقرية وانتشار السرقات والبلطجة فى الشوارع.
ويضيف «النعيرى»: «النقطة أصبحت مهجورة، وتحولت إلى وكر لتعاطى المخدرات وممارسة الأعمال المنافية للآداب، ولا يوجد بها خفير أو عسكرى، ما جعل الكثير من أهالى القرية لا يستطيعون السير فى الشوارع فى فترة الليل، خاصة فى منطقة الأكشاك».
ويتساءل إبراهيم خلاف، موظف: «هل يعقل أن يكون تعداد السكان بالقرية نحو 30 ألف نسمة ويوجد فقط مخبزان، حصة كل منهما اليومية لا تتجاوز 12 جوال دقيق؟!»، وقال إن هناك عدد من الأهالى حاولوا منذ فترة إنشاء مخابز أخرى بالقرية، لكنهم فشلوا لأنهم كانوا يصطدمون دائماً بالروتين الحكومى.
ويقول عبدربه البندارى تاجر: «نعانى مشكلة كبيرة فى الكهرباء، وارتفاع فواتيرها، رغم تهالك الشبكة وكثرة الأعطال، وانقطاعها بشكل يومى، وطالبنا أكثر من مرة بنقل القرية لتبعية شركة كهرباء الإسكندرية لكن مفيش حاجة حصلت لغاية دلوقتى».
ويلخص محمد محمود، مهندس، مشكلة الصرف الصحى، بالقرية قائلاً: «لجأنا إلى إنشاء مصرف مكشوف لتصريف مياه المجارى بالجهود الذاتية، ونقوم بتطهيره سنوياً، لحل مشكلة الصرف، لكننا وجدنا منسوبه أعلى من منسوب المنازل، ما يتسبب فى عودة المياه إلى المنازل مرة أخرى، وخروجها إلى الشوارع».
ويشير عاطف عبدالعظيم، محام، إلى أن عمر شبكة الصرف الخاصة بالقرية أكثر من 55 عاماً، أصبحت حالياً مأوى للحشرات والفئران والكلاب الضالة، لافتاً إلى أن مديرية الشؤون الصحية بالمحافظة سجلت حالات وبائية عديدة بالقرية، كان سببها اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى.
ويشير المهندس محمد مرسى، رئيس منطقة الإسكندرية بالجهاز التنفيذى لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى، إلى أنه ستتم دراسة خدمة القرية ضمن مشروعات الصرف المقرر بدؤها خلال الفترة المقبلة حال توافر الاعتماد المالى المطلوب من الوزارة.