قال صبرى عبادة، وكيل وزارة الأوقاف، إن المساجد ستكون السبب الرئيسى فى سقوط الحكم الإخوانى، فيما أكد تنفيذ وزير الأوقاف عملية أخونة للوزارة، حيث أدخل أفكارهم من خلال المنابر لإقناع الناس بأنهم أصحاب الرسالة الدعوية وسيرفعون قيمة الدين، وللتحكم فى مصير الأمة من خلال ذلك.
ودعا «عبادة» الوزير «طلعت عفيفى» إلى طاولة الحوار بشرط واحد، وهو أن يتقدم الوزير باستقالته إذا ثبت صحة ما يقال بالمستندات، ليتم اختيار أحد الرموز الدعوية المعتدلة الوسطية بدلاً منه، لإصلاح ما أفسده الوزير، وقال «عبادة» إن اعتلاء بعض الإخوان المنابر يثبت أن الوزارة الآن أصبحت «بوظة» ولا يوجد بها انضباط.
■ قدم وزير الأوقاف طلعت عفيفى بلاغاً للنائب العام لاتهامك له بإهدار المال العام واستغلال النفوذ فى تحقيق مصالح شخصية وإجراء عملية أخونة للوزارة.. ما ردك؟
- لم يطلبنى أحد حتى الآن للتحقيق فى هذا البلاغ، وأنا جاهز ومعى جميع المستندات التى تثبت كلامى، وما قلته فى وسائل الإعلام حقيقة واضحة كوضوح الشمس، وأنا درست القانون، وأعى جيداً كلامى، وأخونة وزارة الأوقاف أمر له أدلة قطعية وملموسة لجميع العاملين بالوزارة، وأكبر مثال للأخونة هو «محمد الأنصارى» مسؤول الإخوان بجنوب القاهرة، والذى كان موظفاً بنقابة الأطباء ثم عينه الوزير رئيس مكتب بالوزارة بالمخالفة للقانون، وهكذا تم تعيين وانتداب كل القيادات فى الوزارة على مستوى الجمهورية، حيث تم اختيار المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وأنصارهم من التيار الإسلامى، حتى تتمكن الجماعة من وزارة الأوقاف، فيتم تحويلها من صاحبة الدعوة الوسطية إلى وزارة تخدم مصالح جماعة الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسى.
■ لماذا يقوم الوزير بأخونة الوزارة، حسب قولك؟
- لأن وزارة الأوقاف هى صاحبة الدعوة الوسطية، ومدى تأثيرها الطيب واسع فى الناس، وهناك مبايعة كبيرة من الطبقات الشعبية لوسطية الوزارة، حيث يتميز إلقاء الأئمة والدعاة للخطب فى المساجد بالوسطية، وكذلك حديثهم فى وسائل الإعلام، والمسجد بالنسبة لهم له أهمية كبيرة لأن الإخوان أدخلوا على الناس أفكارهم من خلاله وإقناعهم بأنهم أصحاب الرسالة الدعوية الصحيحة، وبأنهم سيرفعون قيمة الدين، ولكن كل ذلك هدفه هو التحكم فى مصير الأمة من خلال المنابر والمساجد، وأنا أقول لهم إن المسجد سيكون السبب الرئيسى فى سقوطكم.
■ وما الوسائل التى استخدمها الوزير؟ وما دليلك عليها؟
- بداية قام الوزير باتخاذ قرار بعدم التجديد لقيادات الوزارة، بغرض إفساح المجال للإخوان وتيار الإسلام السياسى وتعيينهم فى المناصب القيادية، وكان ذلك وفقاً للقانون 5 المخالف لقراره، ونحن رفعنا دعوى، وبإذن الله ستصدر الأحكام وسيلغى قراره، وسيعودون إلى العمل، واتخذ الوزير أيضاً آليات لوضع الإخوان وأنصارهم من أعضاء التيار الإسلامى فى الوزارة، والأدلة القطعية هى أن الإخوان وأنصارهم من تيار الإسلام السياسى موجودون على سدة هذه المناصب، وأريد أن يفهم الجميع أن الإخوان ثلاثة أنواع: الأول هم التابعون، والثانى منفذون بميولهم، والثالث الأعضاء الأساسيون، وكلهم فى النهاية يخدمون التنظيم الإخوانى، وينفذون المخططات، ودليلى هو تعيين الدكتور «عبده مقلد» رئيس القطاع الدينى، وكل من «جمال عبدالستار»، و«أحمد هليل»، و«عبداللطيف المناحى»، و«عبدالفتاح مالك»، و«طارق الزمرانى»، «خالد فياض»، وكلهم أعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين.
■ صرح وزير الأوقاف بأن أسباب اتهامه بأخونة الوزارة عملية التطهير التى قام بها.. ما تعليقك؟
- أقول له يا مولانا اتق الله فأنت رجل عالم، ورمى أى إنسان مسلماً كان أو غير مسلم بالفساد أو بفعل جريمة، لابد أن يكون بأدلة، وقد سبق لك أن قلت فى وسائل الإعلام إن الوزارة بها فساد وأنت طهرتها، فأين أدلتك؟، ولماذا لم تعلن عنها فى الإعلام كما أعلنت عن وجود فساد، ولِمَ لم تعلن عن أسباب إحالتك بعض القيادات للتحقيق، ولكنك اتخذت من هذا الأمر سبيلاً لإدخال تيار الإسلام السياسى فى الوزارة، للتمكن من مفاصل الدولة من خلال المساجد.
■ ما تعليقك على هجوم أئمة المساجد على الوزير أثناء مؤتمر الوزير للرد على أخونة الدولة؟
- هذا المؤتمر كان مدبراً بشكل جيد من الوزارة، وكان من المفترض أن يحضر فيه فقط التابعون للوزير والإخوان حتى لا يحدث ذلك، ولكن كما قال الله تعالى «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ» و«وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ»، لذلك أرسل الله هذا الإمام ومجموعة من الوسطيين فى المؤتمر، وأصفهم بلسان الحق لأنهم رفضوا أن يشاركوا فى التضليل، وخرجوا عليه ليقولوا له كلمات الحق، وليخبروه بأن الـ100 جنيه التى قام بزيادتها لن تكون رشوة، وأن الوزارة لديها فى صندوق العاملين مليار و300 مليون جنيه، وودائع صندوق الرعاية الصحية 30 مليونا، وفائض ريع 280 مليونا، يصرف منها الوزير على أخونة الوزارة، وكل هذه الأموال يمكن أن تؤهل الإمام برواتب جيدة، دون الأخذ من ميزانية الدولة، وتطوير الوزارة.
■ نظم عدد من الأئمة مظاهرة أمام مكتبك يطالبون بإقالتك واتهموك بسوء المعاملة واستغلال نفوذك؟
- من قام بالتظاهر والتهجم على مكتبى مجموعة من الإخوان، وعدد من الأئمة التابعين لهم، بغرض تشويهى؛ لأننى أول من قام بفضح ملف أخونة الدولة، وهم يريدون أن يرهبونى حتى أسكت عن الحق، والدليل على ذلك أن اتهاماتهم التى وجهوها إلىّ لا يوجد أى أدلة عليها، فقد ادعوا أننى أعاملهم بسوء، دون أن يقدموا أى إثباتات قديمة كانت أو جديدة، وعندما وصلت الشرطة وقام أحد الضباط بعمل محضر إثبات حالة طالبتهم بتقديم المستندات التى تثبت ادعاءاتهم لإثباتها فى المحضر ولكنهم خابوا وخسروا ولم يقدموا شيئا.
■ هل ترى أن سياسة الوزير التى يتبناها فى إدارة الوزارة أدت إلى حدوث انشقاقات وانقسامات داخل صفوف الأئمة؟
- بالطبع، بل أكثر من ذلك، فوزارة الأوقاف إذ لم تراع إعلامياً من حيث تغطية أزمتها، وإذا لم تساندها جميع فئات المجتمع، لن تتمكن من التصدى للإخوان، وسيتسبب وزير الأوقاف طلعت عفيفى فى ضياع بيوت الله، وستضيع الدعوة الوسطية، وقرار الوزير الأخير بعمل لائحة جديدة لتنظيم العمل بمساجد النذور والمساجد الكبرى فى جميع المحافظات، بحجة تكافؤ الفرص بين جميع الدعاة العاملين بالوزارة والحفاظ على هيبة هذه المساجد، الغرض منه هو السيطرة الإخوانية على جميع المساجد الكبرى، والإطاحة بكل الأئمة الوسطيين، وإلغاء فرص الأئمة الشباب، وقد وضعت عدة شروط فى هذه اللائحة تؤكد ما أقول، وهى أن يكون الإمام مبصراً وذلك بالنسبة لمساجد النذور، وأن يكون متمتعاً بقوة الشخصية والكفاءة العلمية والقدرة على الإقناع، وأن يكون مشهوداً له بالأمانة وحسن السير والسلوك، حتى تتيح له الاختيار بحرية، وبناء عليه سيختار الإخوان وأصحاب التيار الإسلامى من يريدون، لأنهم بالطبع سيرون أنهم الأكثر أمانة وأن الباقين لا يتمتعون بهذه الصفة.
■ ما أسباب وجود أكثر من نقابة للأئمة والدعاة داخل الوزارة من وجهة نظرك؟
- لا يوجد فى الوزارة سوى نقابة واحدة مسجلة ومشهرة وموافق عليها، ولها ذمة مالية خاصة وأئمة تابعون لها، وهى نقابة الدعاة، والأئمة المستقلة وباقى النقابات التى أعلن عنها الإخوان فى الوزارة ليست كذلك، ولكنهم أعلنوا عنها لزرع الفتن فى الوزارة وبث روح الانشقاق بين الأئمة والمسلمين جميعاً، ولقد ادعت الجماعة أن هناك نقابات أخرى للدعاة، دون أن يتحصلوا على أى موافقة من أى جهة رسمية، وبالنسبة لنقابة أئمة بلا قيود فهى عبارة عن أئمة يريدون أن يلعبوا دور حمامة السلام بين الأئمة بعد أن اشتدت الحرب التى صنعها الوزير والإخوان، وباقى النقابات تنتمى إلى فكر الإخوان المتشدد وعددهم قليل جداً، وهم من ينفذون مخطط الخلاف والشقاق، كما فعلوا فى جميع مؤسسات الدولة، وأقول لهم اتقوا الله وإن الشهوة والشره اللذين يستحوذان عليكم فى الكراسى والمناصب ستحاسبون عليهما، فأنتم أيها الإخوان لم تقدموا أو تصنعوا أى مؤسسة دينية منذ أن ظهرتم منذ 80 سنة، ولم تفعلوا شيئاً سوى شنطة رمضان، وإفطار رمضان لحشد الأصوات فقط، ولم تخدموا المجتمع ولم تبنوا أى مسجد أو مستشفى أو معهد دينى.
■ كيف تتم مواجهة مخطط أخونة وزارة الأوقاف من وجهة نظرك؟
- أدعو الوزير طلعت عفيفى لطاولة الحوار على شرط واحد، وهو أن يتقدم باستقالته فوراً إذا ثبت صحة ما نقوله بالمستندات، ليتم اختيار أحد الرموز الدعوية المعتدلة الوسطية بدلاً منه، ليصلح ما أفسده الوزير، حتى نستطيع أن ننهض بالدعاة مادياً وأدبياً من خلال سياسة جديدة يصنعها الأئمة والدعاة بأيديهم باعتبارهم هم أصحاب المصلحة الأولى، وبهذا يتم تجنيب الأئمة والدعاة الصراعات السياسية، حتى تهدأ مصر، لأن أحد أسباب اشتعالها هو دخول أبناء الدعوة فى أمر السياسة، وتوجيه المصلين سياسياً من على المنابر الدينية، واعتلاء بعض الإخوان المنابر جعل الوزارة الآن «بوظة» بلا أى نوع من أنواع الانضباط.
■ لكن الأئمة اتهموك بأنك استعنت بالبلطجية لفض اعتصامهم؟
- إنهم هم الذين قاموا باحتجازى بالمكتب، ولم أستعن ببلطجية ضدهم، وكل ما فعلته أننى اتصلت بالشرطة لتحرير محضر بالواقعة.. وترديدهم أننى قمت بالاستعانة ببلطجية لتشويه صورتى، لأنى أول من فضح الوزير وتكلم عن ملف أخونة الأوقاف وتصدى له.