8 سنوات على رحيل أحمد زكي «ممثل الغلابة»

كتب: اخبار الثلاثاء 26-03-2013 19:11

8 سنوات مرت وجمهور النجم الأسمر لا يشعر بغيايه، فأعماله تعرض وكأنها مصنوعة منذ ساعات.. الشخوص التى جسدها لاتزال تعيش المعاناة والمشاكل نفسها، وكأنها تنبض بالحياة.. لم يكن أحمد زكى مجرد ممثل عابر فى قاموس التمثيل المصرى، بل كان رائداً من رواد فن التشخيص..

 أدواره تجسد مشاكل وهموم المواطن المصرى البسيط الذى يحلم بالحياة والعيش والحرية والكرامة الإنسانية، وهى الأهداف نفسها التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير، لذلك كانت سينما أحمد زكى استشرافية تتنبأ بما سيحدث نتيجة القهر الذى عاشه المصريون لسنوات طويلة، حتى عندما شرع فى تقديم سلسلة أعماله عن عظماء السياسة والفن مثل «ناصر 56»، و«أيام السادات»، و«حليم»، ومن قبلهم طه حسين فى «الأيام» لم يقدمها باعتبارها شخصيات درامية، بل قدمها كنماذج بشرية، لذلك كان من الطبيعى أن يؤكد أبناء «ناصر» و«السادات» بعد مشاهدتم للفيلمين أنه نجح فى استحضار روحى والديهما على الشاشة. أحمد زكى سيظل علامة بارزة فى ذاكرة السينما والتليفزيون، فهو «المشخصاتى»، الذى يستطيع التنقل بين الشخصيات الحقيقية والدرامية بسهولة ويسر.. فهو «أحمد سبع الليل»، مجند الأمن المركزى فى «البرىء»، وهو «أبوالدهب» تاجر المخدرات، وهو أيضاً رئيس التحرير الذى يحتار بين 3 سيدات فى «امرأة واحدة لا تكفى»، وهو «يحيى» ضابط مكافحة المخدرات فى «أرض الخوف».. أحمد زكى هذا الشاب الريفى، البعيد عن الوسامة الذى، جاء إلى عاصمة السينما العربية، مفتوناً برشدى أباظة.

لم يتمتع بالوسامة أو الشكل الذى يتميز به معظم فتيان الشاشة الحاليين والسابقين.. فهو ليس فى جمال حسين فهمى أو أنور وجدى مثلاً، لكنه نموذج عادى لأشخاص عاديين يقابلهم المرء ويتعامل معهم كل يوم فى الطريق، فى المواصلات، وبقية الأماكن التى يتردد عليها الناس. إن جمهور السينما الذى تغيرت نوعيته، وأصبح غالبيته من الكادحين، يرون أنفسهم فى أحمد زكى، الفتى الأسمر الذى لا يعتنى بملبسه ولا يذهب إلى الكوافير لفرد شعره الأشعث المجعد.. حتى بعد رحيله لايزال الممثل المفضل لدى المصريين.