عمرو واكد: فيلم «الشتا اللي فات» يؤكد عدم وجود تغيير في مصر منذ قيام الثورة

كتب: أحمد الجزار الأحد 24-03-2013 23:19

قال الفنان عمرو واكد، إن فكرة فيلمه الجديد «الشتا اللي فات»، ولدت بالصدفة، مشيرًا إلى أنه قام بتصوير بعض مشاهده أثناء الثورة وقبل الانتهاء من كتابة السيناريو، موضحًا أن السيناريو تضمن حوارات ارتجالية للممثلين دون ترتيب، «المصرى اليوم» حاورت عمرو واكد عن كواليس الفيلم.

■ لماذا قررت عرض الفيلم فى هذا التوقيت الصعب؟

- لا أنظر للصورة بهذا الشكل وأؤمن بفكرة أن الفيلم يعرض مباشرة عندما يكون جاهزا، وأعتقد أن الفيلم الجيد ينادى جمهوره فى أى وقت، وبصراحة الفيلم حصل على جولة محترمة وجيدة فى العديد من المهرجانات ولا يجوز أن نحرم الجمهور منه كل هذه الفترة.

■ وهل ترى أن أحداثه لاتزال مواكبة للفترة التى نعيشها؟

- الفيلم سيؤكد أنه لا يوجد تغيير منذ الثورة حتى الآن، وأن من تولوا البلاد أثبتوا أن مشكلتهم كانت مع مبارك وكرسى الحكم فقط وكان أقصى طموحهم الجلوس مكانه وليس تغيير الحكم، كما كانت تدعو الثورة، وأعتقد أن الواقع الملموس للجميع الآن هو أنه لا يوجد تصريح حكومى صادق مع نوايا الثورة ويكفى أنك أصبحت تدين المظاهرات وتقول عن المتظاهرين إنهم أداة لخراب البلد وهذا يؤكد أنك لا تتبع للثورة وتحاربها رغم أن المظاهرات هى التى جاءت بكم إلى سدة الحكم.

■ وما هو رد فعلك تجاه النقد والإيرادات التى حققها الفيلم خلال الأيام الماضية؟

- رد الفعل النقدى كان قوياً جداً ومعظم الآراء كانت إيجابية، لأن الجمهور متشوق لمشاهدة فيلم جيد، أما بخصوص الإيرادات فهى ضعيفه نوعا ما، نتيجة للظروف التى تمر بها البلاد، بالإضافة أن الفيلم لايزال فى الأسبوع الأول لعرضه.

■ لماذا تصر على أن الفيلم ليس عن الثورة رغم أنها محرك أساسى للأحداث؟

- هو بالفعل ليس فيلما عن الثورة ومن يعتقد غير ذلك لا يذهب لمشاهدته لأنه يرصد العلاقة بين 3 شخصيات هم «عمرو» و«فرح» و«عادل»، وكيف كانت علاقتهم فى 2009 ثم تغيرت تماما أثناء الثورة فهو يرصد حالة عاطفية وأحاسيس إنسانية تعرضت للكسر والإصلاح خلال الفترتين، ولكننا لا نتعرض مثلا لمعركة الجمل أو لحركة 6 إبريل أو الإخوان والحزب الوطنى، وكان تركيزنا حول الحالة الإنسانية فقط لأننا فى النهاية لا نقدم فيلما تسجيليا عن الثورة.

■ ولكن ما سر حماسكم لتقديم الفيلم مع بداية الأيام الأولى للثورة؟

- الثورة وضعت بداخلنا طاقة كبيرة جداً، ونحن كفنانين كان لابد أن نعبر عنها فى مجالنا من خلال تقديم عمل فنى يليق بالأحداث وهى شحنة إبداعية لا نستطيع أن نتجاهلها.

■ وهل هذا أيضا السبب وراء التصوير قبل اكتمال السيناريو؟

- هذا حقيقى وأعتقد أن أى شخص فى محلى كان فعل مثلى فتقديم فيلم يعبر عما يحدث لا يجوز أن نتجاهله، وقتها فوجئت باتصال من المخرج إبراهيم البطوط يطلب منى أن أحضر إلى مكتبه بالكاميرات وعندما دخلت فوجئت بوجود فرح يوسف ثم شرح لى الفكرة وبعدها نزلنا وقمنا بتصوير مشهد النهاية دون أن يكون هناك أى سيناريو وبعد تصويرنا لمشاهد قليلة توقفنا لأكثر من شهر ونصف قمنا خلالها بكتابة السيناريو واستأنفنا بعدها التصوير.

■ ولكن معظم حوارات الفيلم كانت ارتجاليه؟

- فعلا ولكن كل ممثل كان يعلم الخطوط العريضة لدوره ولشخصيته ونضع الحوار بالاتفاق بين الأطراف بما يتناسب مع تطور الشخصية لأنه لا يجوز أن نصور مشاهد ارتجاليه دون أن يكون هناك سيناريو.

■ وهل كان من الممكن تقديم الفيلم فى ظل النظام السابق؟

- بالتأكيد كانوا سيعترضون، وأعتقد أنه إذا قمنا بحذف صورة حسنى مبارك ووضعنا بدلاً منها صورة مرسى سيعترض أيضا النظام الحالى، لأننى متأكد أنه لا يوجد تغيير سوى فى الوجوه والنوايا الحقيقية ظهرت من خلال خطتهم لبيع مصر فأصبحوا الآن يبيعون بلدنا لأصحابهم بالرخيص وهذه لم تكن من أهداف الثورة فبدلا من أن يفكروا فى البناء والتنمية استسهلوا البيع.

■ ولكن لماذا أدان الفيلم جهاز أمن الدولة واتهمه بحرق المتحف والبلطجة التى تمت خلال الثورة؟

- لم يحمل الفيلم إدانة واضحة لهذا الواقع لأننا قلنا فى حوار أحد المشاهد «ولاد الذين حرقوا المتحف ده كان ممكن يحرقوا البلد كلها» دون أن نذكر أسماء ولكن «اللى على راسه بطحه» لأن سياسة النظام السابق بالكامل لم تعمل على احترام المواطن وكرامته فنحن عشنا فى نظام سياسى عفن لا يقدر الحياة الإنسانية.

■ ولماذا قررت المشاركة فى الإنتاج؟

- هذا الفيلم جاء ضمن خطة تقوم بها الشركة لإنتاج بعض الأفلام المتميزة التى نستطيع من خلالها أن نفتح سوقا للأفلام المصرية فى الخارج ونجحنا مؤخرا فى بيع الفيلم فى إنجلترا وأيرلندا، والآن نستعد لبيعه لدول الخليج، فأنا أحاول أن أقدم أفلاماً فنية جيدة الصنع وتكون سفيراً لمصر فى الخارج، كما أننا استقررنا على بعض الأعمال، ومنها فيلم «بأى أرض تموت» تأليف وإخراج أحمد ماهر فى ثانى تجاربه بعد فيلم «المسافر»، كما تعاقدنا أيضا على فيلم «المنفى» تأليف وإخراج عاطف حتاتة، والذى سيشهد عودته للسينما مرة أخرى بعد فيلمه «الأبواب المغلقة» وفيلم آخر للمخرج أسامة فوزى يكتبه مصطفى ذكرى.

■ وأخيرا ماذا عن مسلسل «الزوجة الثانية»؟

- بدأت التصوير السبت الماضى وأجسد من خلاله شخصية «أبوالعلا»، التى سبق أن قدمها شكرى سرحان فى السينما وبصراحة شديدة هناك اختلاف كبير بين الفيلم والمسلسل، رغم أن أحداث العمل هى نفسها التى دار فيها الفيلم ولكن المسلسل سيسلط الضوء بشكل أكبر على السلطة والنفوذ التى تكبل حياة الأفراد، كما أن هناك رؤية مختلفة تماما يقدمها المخرج خيرى بشارة وأعتقد أنه سيكون مسلسلاً مختلفاً تماما عن باقى الأعمال.