الاحتفال بالمئوية الأولى لرحيل أبو الأدب الأمريكي

كتب: إفي الخميس 22-04-2010 14:40

عندما توفي «صمويل لانغهورن كليمنس»، أو "مارك توين" كما عرف بعد ذلك، في 21 أبريل 1910 وصفته صحيفة "سان فرانسيسكو كول" بأنه "كان فيلسوف مستنير وصاحب رؤية يتمتع بها الأنبياء".

وقد رشح الإرث الادبي الغزير لـ«توين»، والذي يبرز منه "مغامرات توم سوير" و"مغامرات هكلبيري فين"، و"الأمير والشحاذ" للحصول على لقب "أبو الأدب الأمريكي" بجدارة، بحسب وصف الكاتب «ويليام فوكنر» في عام 1955. واعتبر «فوكنر» أيضا في نعيه أن «توين» كان صاحب الدور الرائد في تطور الأدب الساخر ليتحول إلى "أحد الفنون الأدبية الكبرى في عصره"، برغم ان اعتراف معاصرية بدوره لم يخفف من نهايته التي شهدت العديد من المآسي العائلية وفقد المحبين.

وتدل أصول توين على تاثيرها في الكثير من أعماله. حيث ولد في 30 نوفمبر عام 1835 بولاية فلوريدا (ميسوري، الولايات المتحدة)، وانتقل للعيش في ميناء هانيبال مع عائلته بنفس الولاية، ونقل العديد من تجاربه المبكرة في مغامرات توم و هكبيلري، من المشاهد التي استوحاها على ضفاف نهر المسيسيبي.

بدأ «توين» حياته العملية ككاتب، بعد رحلة مريره، في الثامة عشر من عمره، واضطر الى الانتقال الى نيويورك، حيث نشر خلال مكوثه بها العديد من المقالات. وبرغم تركه للصحافه ودخوله في مجالات أخرى مثل التنقيب عن الذهب الا أنه عاد سريعا اليها، واستخدم آنذك اسمه المستعار المعروف به حتى الآن.

وصدرت أول أعماله الأدبية في عام 1865 عندما نشرت العديد من الصحف روايته القصيرة "الضفدع الشهير والقفز في أرض الأموات"، التي حققت نجاحا باهرا الى جانب مقالاته الشهيرة التي تم جمعها في كتاب "دليل المسافرين الأبرياء" عام 1869.

وجاءت مغامرات "توم سوير" في عام 1867 التي ابتعدت كثيرا عن أدب الأطفال والشباب وتوغلت في الجانب الاجتماعي الذي أبرزه الكاتب في أعماله اللاحقة مثل "الأمير والشحاذ" (1881) و"الحياة في المسيسيبي" (1883) و"يانكي في بلاط الملك أرثر" (1889)، والأكثر شهرة للأطفال "مغامرات هكلبيري فين" (1884)" التي يسخر فيها من الرق المستشرى آنذاك في الولايات الجنوبية، إلى جانب أعمال أخرى لتضع اسمه بين أعظم كتاب الأدب الساخر.