شهد الملتقى الذي استضافته كلية الإعلام بجامعة القاهرة مناقشات ساخنة بين أساتذة الإعلام المشاركين فيه حول الضعف الشديد في مصادر تمويل الأبحاث الاجتماعية والإعلامية، وعدم وجود خريطة بحثية شاملة لكافة البحوث التي تجرى، مطالبين بضرورة إعطاء أجازات تفرغ للأساتذة لعمل الأبحاث.
وخلال الملتقى الذي أقيم لمناقشة الخطة البحثية العلمية وتطوير الدراسات العليا بالكلية أمس الأول، وجًه الدكتور «سامي عبد العزيز» المستشار الإعلامي للجامعة اللوم للدكتورة «ليلي عبد المجيد» عميدة الكلية على حضور الصحفيين لهذه المناقشات، في الوقت الذي انتقد فيه عدم وجود مصادر التمويل للبحوث ضمن خطة الكلية.
وقال «عبد العزيز»: "إن المؤتمرات العلمية التي تجري جميعها في الكلية تهدف إلى شيء واحد فقط وهو ترقيات الباحثين"، مشيرا إلى أنه لم ير مؤتمرات علمية يتشابه فيها هذا الكم من البحوث، مطالبا بالاعتماد خلال الفترة المقبلة علي البحوث الجماعية؛ لأنها تعطي مجالا أكبر للتنافسية.
في المقابل، أكد الدكتور «محمود علم الدين» رئيس قسم الصحافة بالكلية، على أن البحوث الفردية هي الأساس وهذا لا يعد تراجعا لمستوي البحوث، معترفا بأن بعض المؤتمرات تتم في مصر لمجرد انعقادها فقط، رافضا مقارنة الرسائل بالدراسات الخارجية بدون مراعاة اختلاف نظام الدراسة.
وأضاف: "نحن لسنا بهذه الدرجة من السوء، المشكلة في عدم قراءة أبحاثنا تكمن في إننا ننشر باللغة العربية، وهناك دوريات عالمية وأمريكية تكرر أبحاث قمنا بإجرائها منذ 15 سنة"، مشيرا إلى أن السبب في تشابه البحوث هو عدم وجود جهة تنسيقية في مصر للبحوث التي تجري في المجال الإعلامي بصفة خاصة والبحوث بصفة عامة.
الدكتور «عدلي رضا» المستشار الإعلامي لوزير التعليم العالي، واتفق مع رؤية «علم الدين» قائلا: "الصورة ليست بهذه القتامة ولازلنا في أحسن مكانة والمشكلة أن الباحثين والمجتمع منغلقين على أنفسهم؛ بسبب عدم الاستفادة من الكم الهائل من البحوث التي أجريت"، مشيرا إلى أن أقسام وكليات الإعلام في مصر تعمل "علي كيفها" ولا يوجد مجلس تنسيقي للبحوث حتى لا يتم تكرارها.
وأشار «رضا» إلى أن قضية التمويل ليست مشكلة في ظل صندوق العلوم والتنمية التكنولوجيا التابع لمجلس الوزراء، والذي يمول جميع الأبحاث بما فيها الاجتماعية، والتي يصل تمويلها إلى مليون جنيه للبحث الواحد، منتقدا عدم تحديد خطة الكلية نوعية طالب الدراسات العليا من المنظور العلمي.
في سياق متصل، عرض الدكتور «راسم الجمال»، مقرر الملتقي، مسودة خطة الكلية البحثية للفترة من (2010-2014)، والتي تضم في أبرز أهدافها الإجرائية، إنشاء مجلس لتخطيط وتنفيذ المشروعات البحثية، وتطوير برامج الدراسات العليا، وتحديد مهام محددة لمراكز الكلية، والسعي للدخول في شراكات مع المراكز البحثية داخل الجامعة وخارجها والتعاون مع الجامعات الأجنبية.
وأعلنت الدكتورة «ليلي عبد المجيد» أن الكلية حصلت على الموافقة بشان بناء مبني ملحق بها، يتضمن 6 طوابق لحل مشكلة المساحة، كما حصلت علي وعد من رئيس الجامعة بإصدار مجلة دولية تابعة للجامعة، تهتم بالبحوث الاجتماعية ويتم النشر بها باللغة الانجليزية لحل أزمة النشر الدولي، مشيرة إلى أن هذه الخطة هي رؤية مستقبلية للكلية وليست تصور لوضعها الحالي.
وردا على سؤال حول زيادة قبول طلاب الدراسات العليا، أوضح الدكتور «عاطف العبد» وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث أن هناك 16 جامعة وأقسام إعلام في مصر، لا يوجد بها دراسات عليا، وهو ما يبرر وجود هذه الإعداد الكبيرة من الطلاب، مؤكدا أن الكلية تلقت تعميم من المجلس الأعلى للجامعات بقبول هؤلاء الطلاب، وإلا تتم محاسبتنا قانونيا.