«فورين بوليسي»: «الإخوان» رغم وصولها للسلطة لاتحكم.. ورفضها التوافق يقود للفوضى

كتب: فاطمة زيدان الجمعة 22-03-2013 18:44

اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، الجمعة، أنه رغم وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة، فإنها «لا تحكم»، معتبرة أن مصر أصبحت بمثابة «السفينة التي بلا دفة»، وقالت إن «حكم الجماعة القاصر لمصر، ورفضها بناء توافق سياسي يجعل البلاد أقرب إلى الفوضى يوماً بعد يوم، وأن وصول الإخوان إلى هذه الوزارات الحساسة مثل الجيش والشرطة سيؤدي لزعزعة استقرار البلاد، وتقويض قدرتها على ممارسة الحكم»، حسب المجلة.


وأضافت المجلة، في تقرير كتبه زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إيريك تراجر، أنه «بعد وصول الجماعة إلى أعلى سلطة سياسية في مصر، فإنها تفعل كل ما بوسعها للبقاء هناك، ولكن رغم قوتهم السياسية، فإنها لا تمارس عمليًا أي سيطرة».


وأوضت المجلة أن «سعي الإخوان (الأحادي) تجاه السلطة أدى إلى حدوث مقاومة خطيرة لحكمهم، مما ساهم في زعزعة الاستقرار في البلاد، ورغم ذلك فإن الجماعة لم تظهر أي إشارة على تغيير المسار، اعتقاداً منها بأن تعزيز قوتها هو الطريقة الوحيدة لإحباط ما تراه (مؤامرة كبرى) ضد حكمها»، حسب قولها.


ونقل «تراجر» عن سعد الحسيني، محافظ كفر الشيخ، القيادي الإخواني، قوله إن »الفلول يعملون ضد مصر، فهم ضد النظام الحاكم بشكل تام، لأن الرئيس من الإخوان».


وبسؤاله عن سبب الضعف السياسي النسبي لـ«المعارضة العلمانية»، قال «الحسيني» إن »الشعب المصري لا يحب هذه المعارضة، وهذا الشعب لديه أخلاق، ولكن غير الإسلاميين لديهم ثقافة غير موجودة في الشارع، وهذا ليس خطأنا وإنما خطؤهم».


ونقل عن محمد البلتاجي، الأمين العام لحزب «الحرية والعدالة»، خلال مقابلة أجراها معه، قوله إن «هناك جزءًا من النظام لا يزال حتى الآن متصلاً بالنظام القديم، وهم موجودون في كثير من الأجهزة  مثل الشرطة، والإعلام، والقضاء».


وأشارت المجلة إلى أن «الرئيس محمد مرسي ركز، خلال بداية رئاسته، بشكل مباشر على معالجة التهديدات المتصورة لحكمه على 2 من هذه المؤسسات الـ3، وهما الإعلام، والقضاء».


ونقلت عن صابر أبو الفتوح، القيادي الإخواني، قوله إن «وسائل الإعلام كانت موجهة ضد مشروع النهضة، ولكن الآن أصبح المجتمع يكرهها».


وتوقع »تراجر» أن «تستحوذ الجماعة على وزارة الداخلية في الفترة المقبلة«، مشيرًا إلى التصريحات التي قالها له البلتاجي، والتي أثارت ضجة إعلامية خلال الفترة الماضية، ناقلاً عنه قوله إنه «يرى في المستقبل دورًا له في العلاقات المدنية-العسكرية وفي إعادة هيكلة وإصلاح وزارة الداخلية، وأنه سيسعى للسماح لخريجي الجامعات للتدريب على العمل الشرطي»، حسب قوله.


وبسؤاله عما إذا كان ذلك يعني السماح للإخوان الانضمام للجهاز، قال: «من حق الجماعة رفع الحظر المفروض على التحاق أعضائها بهذه الكليات»، نافياً أن تكون الجماعة تسعى لأي امتيازات خاصة لأعضائها.


وأشارت المجلة إلى أن «كثيرًا من المصريين يشعرون بالقلق من السماح لدخول الإخوان وزارة الداخلية، وتمكينهم، مع مرور الوقت، من استخدامها كأداة لفرض جدول أعمالها الدينية، وأن إعلان الجيش مؤخرًا عن رفع الحظر عن قبول الإخوان بالأكاديمية العسكرية يزيد المخاوف بشأن محاولات (أخونة) المؤسسات القوية بالدولة».


واعتبرت »فورين بوليسي» أن «وصول الإخوان إلى هذه الوزارات الحساسة سيؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد، وتقويض قدرتها على ممارسة الحكم».


وتوقعت المجلة أن يعتمد الإخوان على استراتيجيتين في محاولتهم للسيطرة على البلاد، أولاهما تجنب الأجهزة البيروقراطية التي تشرف عليها الآن، ونقلت عن أسامة ياسين، وزير الشباب الإخواني، قوله: «نعمل من أجل قتل البيروقراطية التي تعد العدو الأول لكل المبادرات التنموية، وخلق وزارة بدون أسوار تقوم بتطويق مؤسساتها، لتتمكن خدماتها من الذهاب مباشرة إلى الشباب والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة».


ونفي «ياسين» للمجلة تقديم هذه الخدمات من خلال القنوات التي يتحكم فيها الإخوان لتحقيق طموحاتهم، إلا أن «تراجر» قال إن «أداء الجماعة في الوزارات الأخرى يكشف أن هذه هي طريقة عملهم، ومحاولات استخدام الإخوان لشبكاتهم الخاصة بدلاً من مؤسسات الدولة من الممكن أن يعزز من قوة الجماعة في المدى القصير، ولكن على المدى الطويل فإن هذه الإستراتيجية تعد بتقويض المؤسسات الرسمية، وبالتالي إضعاف سيطرة الإخوان».


أما الاستراتيجية الثانية، هي أن «يستمر الإخوان في محاولتهم في جمع السلطات عبر الانتخابات البرلمانية المقبلة»، معتبرين أن «نصرًا جديدًا سيدعم شرعيتها، وبالتالي يعزز من سيطرتها، وعباس عبد العزيز، الذي تم تعيينه من قبل مرسي في مجلس الشورى، أكد أن الشعب المصري معجب بالإخوان ويحترمهم«، حسب قوله.


ورأت المجلة أن «قادة الإخوان لديهم إصرار على أن مصر يمكنها وقف استنزاف احتياطاتها النقدية عبر التركيز على جذب الاستثمارات الأجنبية وكبح الفساد، مشيرة إلى أنهم يؤكدون استعدادهم لاتخاذ (خطوات قاسية) مثل خفض الدعم، أو زيادة الضرائب، ولكن فقط بعد الانتخابات البرلمانية»، حسب المجلة.


وأضافت أنه «لا يهم عدد الانتخابات التي سيفوز بها الإخوان أو المناصب السياسية التي سيحصلون عليها، لكنهم سيستمرون في رؤية أنفسهم مشاركين في صراعين أحدهما تاريخي ضد النظام القديم، والآخر ضد المعارضين غير الإسلاميين، ومن ثم فبدلاً من اتخاذ القرارات القاسية وغير المحبوبة سياسيًا فمن المحتمل أن تستمر في التركيز على سلطاتها»، حسب المجلة.