يعتبر نقاد الفوتوجرافيا أن المصور «يوسف سليم» لو لم يبدع فى حياته سوى هذه الصورة فإنه يستحق عليها لقب «ملك البورتريه»، بل مازالوا يتساءلون: «من هى هذه الراهبة، وهل التقطها الفنان فى الاستوديو الخاص به، أم فى لحظة حقيقية داخل الكنيسة والراهبة مندمجة تماماً فى تأملاتها؟».
عندما سألت الصحافة المصور المصرى «يوسف سليم» عن أجمل صورة صورها، قال: «صورة الراهبة هى الأجمل على الإطلاق، خاصة أن وجهها هو أجمل الوجوه التى صوّرتها، فنور الإيمان العميق الذى يملأ وجهها هو أسمى معانى الجمال».
وُلد «يوسف سليم» مع بداية القرن العشرين، ودرس الأدب والفن واللغة الإيطالية، وتسبب عشقه للتصوير الفوتوجرافى فى سفره إلى إيطاليا لدراسة الفنون بصفة عامة، وفن التصوير بصفة خاصة، على أساتذة هذا الفن. وخلال إقامته فى إيطاليا، التقى قيادتها وكبار مشاهير المجتمع الإيطالى، والتقط بورتريهات لهم بعد أن درس ما كتبه فنان إيطاليا الأكبر «ليوناردو دافنشى» عن تأثير الضوء والظلال فى الفن وتقنياتهما البصرية والروحية، واستطاع إبهار المجتمع الإيطالى ونقاده لصوره الناطقة والمعبرة.
فى بداية الثلاثينيات، ومع ازدهار فن التصوير الفوتوجرافى فى مصر، عاد «يوسف» ليفتتح فى شارع عماد الدين أول استوديو فوتوجرافى يحترف فن البورتريه، فاشتهر بسرعة، وكان يتردد عليه جنود الجيش الإنجليزى ومشاهير المصريين، منهم توفيق الحكيم وكمال الشناوى وكبار الممثلات المصريات والراقصات ونجوم المجتمع. وبعد قيام ثورة 1952، كان كبار رجال الجيش المصرى يعشقون التقاط الصور الفوتوجرافية عنده، وكان يكتب على مدخل الاستوديو بخط واضح: «التصوير بميعاد سابق».
حاز «يوسف» على العديد من الجوائز سواء فى مصر أو خارجها، واستحق عن جدارة لقب «ملك البورتريه».