لايزال العلم يلقى بظلاله على إمكانيات استخدام الضوء فى علاج الأورام الخبيثة، ليدلى العلماء بدلوهم فى سبيل إحداث طفرات تفتح الباب أمام بارقة أمل جديدة فى علاج الأورام، هذه المرة جاءت الطفرة على يد عالم مصرى، اختارت دار «نوفا» للنشر العلمى، ومقرها نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، كتابه «العلاج الضوئى الديناميكى»، لنشره ليصبح الكتاب الثانى عالمياً الذى تنشره تلك الدار لمؤلف عربى، ومن هنا يلقى د.محمد لطفى الساعى، مدرس الأمراض الجلدية بالمركز القومى للبحوث، ومدرس الأمراض الجلدية وجراحات الجلد المشارك بجامعة ميامى الأمريكية، الضوء على مستقبل استخدامات الضوء فى علاج الأورام السرطانية، ويشارك صفحات «المصرى اليوم» أول تفاصيل هذه الحلقة فى مستقبل العلاج بالضوء.
العالم المصرى محمد الساعى، الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الطبية عام 2011، يرى أن علاج الأورام الخبيثة باستخدام العلاج الضوئى الديناميكى، وطب النانو، الذى يعتبر ثورة علمية جديدة، لابد من الاستفادة منه. ويؤكد أن استخدام تكنولوجيا الضوء بدأ من عصر قدماء المصريين كطريقة آمنة لعلاج بعض الأمراض، وكان لهم غرف خاصة لتلقى حمامات الشمس، واستخدمه أبوقراط (أبوالطب) كعلاج تكميلى بجانب العمليات الجراحية، وحالياً هو أحدث ما توصل إليه الأطباء فى أمريكا وأوروبا، باستخدام ضوء الليزر، والاستعانة بمواد طبيعية تمتص الضوء تسمى «مستحثات ضوئية».
هذه المواد، كما يقول الساعى، عبارة عن مركبات آمنة، مستخلصة من مواد طبيعية مثل النباتات، وتمكث فى الخلايا السرطانية، وتتخلص منها الخلايا السليمة، وبحقن هذه المواد فى جسم المريض، وبعد ساعتين من الزمن، تتواجد هذه المواد الآمنة فى الخلايا السرطانية فقط، وبتسليط أشعة الليزر عليها تمتص هذه الأصباغ الضوء، وتحول جزيئات الأكسجين الموجودة فى الخلايا إلى ذرات أكسجين نشطة، تفتك بالخلايا السرطانية، وبالتالى يتم علاج أنواع عديدة من الخلايا السرطانية، وتحتاج فقط إلى أن يتفاعل الضوء مع هذه الأصباغ، وأصبح من الممكن حالياً استخدام هذه التكنولوجيا فى علاج جميع أنواع الأمراض الخبيثة فى جسم الإنسان، طالما يمكن بالمناظير توصيل الضوء إلى هذه المناطق.
وتعتبر هذه التكنولوجيا بديلاً لاستخدام العلاج الكيميائى، الذى له أضرار عديدة، مثل كفاءته المحدودة، والقضاء على جهاز مناعة جسم المريض. وهذه التكنولوجيا أثبتت كفاءتها فى أنواع عديدة من الأورام الخبيثة، مثل: أورام الجلد، والرأس، والرقبة، والمثانة، والمرىء، والمعدة، وتستخدم هذه التكنولوجيا، سواء بمفردها أو كمواد تكميلية فى العمليات الجراحية، لأنه يتم عن طريقها تشخيص وتحديد مكان ومساحة الأورام الخبيثة، ومدى عمقها داخل الجسم، مما يسهل على الجراح إجراء عملية الاستئصال بأمان كامل. ويستخدم العلاج الضوئى الديناميكى (PDT) مواد محفزة للضوء، لخلق ردة فعل كيميائية ضوئية تحطم انتقائياً خلايا السرطان فقط.