مخاوف من تجاور 70 ألف حاج مصري مع 40 ألف جزائري في «منى»

كتب: يوسف العومي الثلاثاء 24-11-2009 16:18

هنا في «مكة المكرمة» ذلك المكان الطيب الطاهر، وفى أيام العشر من ذي الحجة، تغلبت المشاعر الروحانية، وقيم التسامح على جموع الحجيج المصري الذين أراد الله أن يختبر إيمانهم وتقواهم، وفأسكن غالبيتهم بجوار الحجاج الجزائريين الذين ملئوا بعضاً من بقاع «مكة» الطاهرة و«المدينة المنورة» عويلاً وصراخاً عشية حصولهم على بطاقة التأهل لـ«مونديال 2010»، بجنوب إفريقيا، وكانوا سبباً في خروج الحجيج من انشغالهم بالتلبية والتقرب إلى  الله، ولم ينفضوا إلا بتدخل الأمن السعودي، ولم يكتفي القدر بأن يتجاور الحجاج المصريين مع الجزائريين في رحاب «مكة المكرمة» و«المدينة المنورة»، بل أنه لعب لعبته فجعل مقر البعثات الرسمية للبلدين متجاورتين، لا يفصلهما سوى حائط.
هنا في «مكة المكرمة» ذلك المكان المهيب الرباني بدأت بعض المخاوف تنتاب عددا من أصحاب الشركات السياحية المصرية من فترة  الإقامة في منى، والتي سوف تستمر لمدة ثلاثة أيام، هي أيام التشريق بسبب تجاور مخيمات إقامة المصريين البالغ عددهم أكثر من 70 ألف حاج، بجوار مخيمات الحجاج الجزائريين البالغ عددهم 40 ألف حاج.
وأكد بعض من الحجيج المصريين أنه أجرى اتصالات مع مسؤولين مصريين، كالدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بـ«مجلس الشعب»، و حمدي الطحان رئيس «لجنة النقل والمواصلات» بالمجلس، للفت انتباههم لهذه المعضلة، مشيرا إلى أنهم أكدوا أن المشاعر الروحانية في المشاعر المقدسة كفيلة بأن تجبر الجميع على ضبط النفس، وأن السلطات الأمنية السعودية لن يغيب عنها هذا الأمر، وستكون في حالة يقظة دائمة في هذه المنطقة الضيقة.
من جانبه أشار سيف العماري، أمين صندوق «الاتحاد المصري للغرف السياحية» أن الحجاج المصريين منذ وصولهم إلى الأراضي المقدسة «اهتموا بأداء المناسك، وانصرفوا إلى الله، والى أداء الفريضة، وعاشوا في حالهم»، موضحا أنهم «يرفضوا الحديث مع الحجاج الذين يعتقدون أنهم جزائريين ليس خوفا منهم، ولكن خوفا على حجتهم واحتراما لقدسية الأماكن الطاهرة  والأشهر الحرم».
وقال على المنسترلى، صاحب إحدى الشركات السياحية، «لن يحدث أي شيء، والجميع سيركز على العبادات، لكن إن حدثت تجاوزات من الجانب الجزائري، فإن ردة الفعل المصرية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، لا نهم لن يتسامحوا ويسمحوا بأي تجاوز، لأن الحالة النفسية للمصريين مليئة بالحزن ليس لخسارة المباراة ولكن لعدم تقدير التضحيات التي قدمتها مصر لشعب الجزائر على مدار تاريخه».
فيما أكد توفيق أحمد،  لواء شرطة سابق، وهو حاج مصري، انه «لن يحدث أي شيء لان الأمر مر عليه أسبوع، والبعثتان متجاورتان، ولم يحدث شيء، والجميع على مدى أسبوع يذهب للصلاة متجاورين في الصفوف متلاحمين، يرفعون يد الضراعة إلى الله معنا في وقت واحد، والسبب الثاني  أن الناس جاءت منصرفة للعبادة تركت همومها ومصالحها الشخصية، وتفرغت للمناسك،  والسبب الثالث أن كل حاج يريد الفوز بالفريضة، لأنه لن يضمن البقاء على قيد الحياة، لذا فانه لن يضحى بها من أجل كرة القدم، لذا فان الوضع العام في منى سيكون هادئ بأذن الله».