قال الباجي قائد السبسي، رئيس الوزراء التونسي الأسبق رئيس حركة «نداء تونس» الحالي، إن المشكلة الحقيقية في بلاده هي «حركة النهضة باعتبار أن الوزارات السيادية كانت تابعة لها».
وأضاف «السبسي»، في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، نشرتها، السبت، أن مشكلة «النهضة» أنهم «ليست لديهم ثقافة الحوار، وهذا خطأ ستكون له عواقب سلبية عليهم.. الآن وجدنا أنفسنا أمام تجربة ثانية التي يسيّرها علي العريض.. لكن نتساءل: هل لديه الحرية في التحرر من ضغوط حزبه أم لا؟».
وأكد رئيس حركة «نداء تونس» رفضه للربط العضوي بين الحكومة وحزب من الأحزاب، في إشارة لـ«النهضة»، كما قال إن راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية هو من يسيّر البلاد «وليس لديّ أي موقف أو خلاف شخصي لا مع الغنوشي أو غيره»، مضيفًا «ما نريده نحن هو المساهمة في تعديل المشهد السياسي لأن الانتخابات باب نحو الديمقراطية، وهي باب للتناوب على السلطة، وإذا لم تكن هناك معادلة في المشهد السياسي لن يكون هناك تناوب».
وحول حركة «نداء تونس» قال: هي حركة مفتوحة لكل أبناء وبنات تونس، دون استثناء، و«من لا نقبله هو من يكون متورطًا في قضية فساد ثابتة، لكن يتم القبول بعد أن يمر على العدالة وتتم محاسبته، ويمكن أن ينضم إلينا خاصة الذين لم يكونوا مشاركين في الأحزاب الأخرى ولم يشاركوا في الانتخابات الماضية، وأنا شخصيًا رأيت أنه وبعد الانتخابات التي تمت يوم 23 أكتوبر 2011، أن المشهد السياسي غير متوازن، ومع وجود حزب النهضة الذي كان منظما وقتها مما مكنه من الحصول على أغلبية نسبية، فنحن أردنا أن نخلق توازنا جديدا ونفتح الباب لكل من يحب تونس، لأنها للجميع وليس لأي حزب، والفرق بيننا وبين غيرنا أننا نعي هذا الأمر وغيرنا لا يعيه».
وحول أوجه خلافه مع راشد الغنوشي، قال: «الغنوشي هو المسيّر الحقيقي لتونس، وبالتأكيد هو قائد حزب النهضة الذي تنبثق عنه الحكومة، لهذا نحن نرفض الربط العضوي بين الحكومة وحزب من الأحزاب، الوزير نريده أن يتصرف كممثل للدولة ولكن الربط العضوي كان موجودا، لهذا طلبنا تحييد وزارات السيادة، وليس لديّ أي موقف أو خلاف شخصي لا مع الغنوشي ولا مع أي كان، أنا إنسان متفتح أتمتع بتجربة سياسية تجعلني على قناعة بضرورة التعامل مع الجميع، ويجب عدم التقسيم، خاصة أن تونس بلد صغير، وسياسة الإقصاء التي تمارسها (النهضة) تجاه من عمل مع النظام السابق خطأ فادح».