خبراء: موقف دول منبع النيل كان متوقعا وعلى مصر التحرك لحماية ‏أمنها القومي

كتب: هشام ياسين الأربعاء 14-04-2010 16:24

أكد خبراء مياه وشؤون افريقية، أن موقف دول منابع النيل من المفاوضات ‏حول مستقبل المياه فى دول الحوض، كان متوقعا في ظل الغياب المصري ‏عن الساحة الإفريقية، وإنشاء العديد من الدول مثل اسرائيل وأمريكا ‏والصين مشروعات ضخمة داخل دول الحوض. ‏

و اعتبر الدكتور «هاني رسلان» المتخصص في الشؤون السودانية ودول ‏نهر النيل، أن قرار دول المنبع يمثل خطورة كبيرة بالنسبة لها و لمصر ‏أيضا في المستقبل .‏

وأوضح أنه في حالة إصرارهذه الدول علي إتخاذ قرارات منفصلة عن ‏دولتى المصب"مصر والسودان" فإنها سوف تواجه صعوبات بالنسبة ‏للتمويل الدولي من الجهات المانحة للمشروعات الخاصة بها، مثل البنك ‏الدولي،وغيره من الجهات التي سوف ترفض تمويل أي مشروعات متعلقة ‏بالمياه في هذه الدول.‏

وأوضح أن هذه الصعوبات بدورها لا تمثل أي ضمانة لمصر،لأن دول ‏المنبع قد تلجأ الي جهات اخري لتمويل مشروعاتها مثل الصين و غيرها.‏ و اعتبرأن تنفيذ هذا البيان يمثل ضررا كبيرا لمصالح مصر المائية،منوها ‏أن هذه الدول تعمدت تجاهل الحقوق التاريخية لمصر و الامن المائي لها .‏ مستطردا:لذلك فعلي مصر استخدام كل الوسائل الممكنة و المتاحة لحماية ‏امنها القومي، بما فيها الوسائل الدبلوماسية و غير الدبلوماسية .‏

وقال:كان يجب علي العديد من دول المنبع"عدم التكبر" علي مصر، فدولة ‏مثل اثيوبيا لديها العديد من المشاكل الداخلية و الخارجية،ونفس الأمر ‏ينطبق علي العديد من دول المنبع ، لافتا الي وجود قوي خارجية تحرك ‏تلك الدول مثل اسرائيل .‏
من جانبه أكد الدكتور «مغاوري شحاته» رئيس الجمعية العربية للمياه، ‏ورئيس جامعة المنوفية السابق، أن هذا البيان لا يعني نهاية المطاف بالنسبة ‏للمفاوضات حول مياه النيل،منوها أنه ما يزال هناك حديث علي مستوي ‏الرؤساء،وأنه ستكون هناك جولات جديدة،فضلا عن ان هذه الدول لن ‏تستطيع منع المياه عن مصر قبل فترة من 30 الي 50 سنة .‏

وقال «شحاته»:هناك موقف تاريخي للعديد من هذه الدول ودول منطقة ‏البحيرات الوسطي منذ عام 1962،الا اننا لم نهتم بهذه المواقف و اعقب ‏ذلك دخولنا في حربي 67 و 73 و ما صاحب ذلك من وجود فراغ للتواجد ‏المصري في دول المنبع،مما دفع العديد من الدولي الاخري الي الدخول ‏لملء هذا الفراغ مثل امريكا و الصين و اسرائيل .‏

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ساعدت اثيوبيا علي إنشاء العديد من ‏السدود،و قيل فيما بعد ان هذه السدود تهدف الي توليد الكهرباء و لن يكون ‏لها تأثير علي منابع النيل الا أن واقع الامر يشير الي أن هذه السدود سوف ‏تحتاج الي تخزين المياه لتوليد الكهرباء، وأن هذا التخزين سيؤثر بالسلب ‏علي كميات المياه التي تخرج من اثيوبيا،وبالتالي سوف تتأثر كميات المياه ‏الوافده الي مصر.‏

و كشف عن أن مفاوضات شرم الشيخ نفسها التي إنتهت اليوم كان بها ‏مراقبون من تلك الدول، موضحا أنه على الرغم من ان دول المنبع كانت ‏فيما مضي ترفض الاتفاقيات الحالية الا أنه لاول تتخذ هذه الدول موقفا ‏موحدا ضد مصر و يعلنون عدم اعترافهم بوجود حقوق تاريخية لمصر ‏فيما يتعلق بمياه النيل، ويرفضون المطالب المصرية المتعلقة بالامن المائي ‏و الإخطار المسبق لأي مشروعات يتم تنفيذها بدول المنبع .‏

و أكد أن هذه النوعية من المفاوضات تأخذ بطبيعتها وقتا كبيرا، مشددا ‏على أن مصر تحتاج الي تعامل مختلف مع ملف المياه لتدخل فيه كل ‏الجهات المعنية بهذا الموضوع مثل الجهات المسؤولة عن الأمن القومي و ‏وزارة الخارجية، بالإضافة إلي وزارة الموارد المائية و غيرها من ‏الجهات.‏
و قال:" يجب ان يكون لنا اساليب جديدة مع دول المنبع، و ان يكون هناك ‏صبر في التعامل معها وتوجهات مدروسة و خطط مستقبلية معلومة ، ‏فالتفاوض ليس بالمسئلة السهلة " .‏

و ذكر أن علينا الاستعداد لمواجهة ازمة المياه رغم انها بعيده في أسوأ ‏الظروف، مطالبا بأن يكون لمصر تواجد قوي في تلك الدول ، وألا يكون ‏هذا التواجد مرتبطا بمناسبة محددة.‏