مسرحيون تعليقًا على استقالة أحمد السقا من مسرح العرائس: «ممثل عنده دم»

كتب: أميرة عاطف الأربعاء 13-03-2013 21:27

جاء تقديم استقالة الفنان أحمد السقا من فرقة مسرح العرائس، التي دخلها في مطلع حياته الفنية موظفًا صغيرًا، لعدم قدرته على القيام بمهام وظيفته، والمشاركة في العروض التي تقدمها الفرقة، لتفتح ملف عشرات النجوم الذين يشغلون درجات مالية بالبيت الفني للمسرح ولا يعملون به، ومن بينهم أحمد السعدني وطلعت زكريا وماجدة زكي.

وفي سجلات وزارة الثقافة، تأتي أسماء الفنانين وإلى جوارها درجاتهم الوظيفية، ورغم أنهم فنانون تتصدر صورهم أفيشات الأفلام وتترات المسلسلات، لكنهم يظلون بالنسبة للحكومة مجرد رقم ضمن آلاف العاملين في البيت الفني للمسرح، هؤلاء الفنانون الذين حققوا الشهرة والانتشار لم يعد لديهم الحاجة للعمل بمسرح الدولة، الذي دخلوه يومًا ما على درجة مالية، وأصبحت علاقتهم به تقتصر على راتب شهري يتقاضونه، دون أن يقدموا عرضًا مسرحيًا واحدًا في السنة.

حلمي فودة، مدير مسرح الشباب، قال: «لا يوجد إجبار في الفن، لأن أي فنان من الممكن أن يتحجج بأي حجة، وقد يقول إن النص لا يعجبه، أو إنه مريض، والغريب أن المخصصات المالية كلها تذهب للموظفين الإداريين، وليس للفنانين، فالنظام كله فاشل، ووزارة الثقافة تعاني من غيبوبة منذ فترة، ولم تتخذ أي إجراء لجذب هؤلاء النجوم، كما أن لدينا 4 مسارح مغلقة هي (القومي والشباب والسلام والعائم)، وكأن الوزارة أصبحت (خرابة)».

وأضاف «فودة»: «الأزمة الحقيقية أنه ليس لدينا أموال من الأساس، وهذه الأزمة تتعلق بوزارة المالية، وليس البيت الفني للمسرح، ويجب على وزارة الثقافة أن تتواصل مع وزارة المالية، فنحن نمر بهذه المشكلة منذ سنوات، لكن يجب أن نعمل بمنطق الوضع الراهن وليس الوضع السابق.

وأشار إلى أن المشكلة ليست في الفنانين بقدر ما تتعلق بوزارة الثقافة نفسها التي يجب أن توفر نصاً محترماً، وإنتاجًا ودعاية للعمل، موضحاً أنه من المهم وجود حافز للفنان الموظف أضعاف ما يتقاضاه حالياً، لكي يتحمل عبء العمل بالمسرح.

وقال عبد الرحيم حسن، مدير «مسرح الغد»: «لا توجد أي التزامات بالنسبة للفنانين، فالمسألة أخلاقية في المقام الأول، وأبسط الأشياء أن يحلل (الفنان الموظف) راتبه، أو يأخذ إجازة لكي يترك الفرصة لغيره، وهناك نصوص جيدة تعرض عليهم، لكن أغلبهم يرفض، ومن المفترض أن يقدم كل فنان على الأقل عرضاً في السنة، لكنني لا أريد أن أظلمهم، فلابد أن يكون العمل الذي يقدمونه يليق بهم، لكي يستفيد منه البيت الفني للمسرح، وهم أيضاً يعملون، بدلاً من الاستعانة بممثلين من خارج البيت الفني ويحصلون على مقابل يصل إلى 70 ألف جنيه».

وأوضح «حسن» أن الفنانين في المسرح لهم «كادر»، فمنهم من يحمل درجة فنان قدير، وفنان ممتاز، وفنان أول، وفنان ثالث، والفنان القدير يحصل على مكافأة قدرها 7500 جنيه، وهو مبلغ قليل جداً، لأن المسرح يحتاج تفرغاً، وأقل عرض يحتاج شهرًا تقريبًا، مما يعطله عن تصوير أي أعمال درامية، خاصة أنه في المقابل لا يحصل على أي ميزة، ولو اعتذر عن أي مسلسل سيخسر آلاف الجنيهات.

وقال ماهر سليم، رئيس البيت الفني للمسرح: «لم يطلب أحد من أحمد السقا أن يستقيل من مسرح العرائس، فهو ممثل عنده دم واستقال من نفسه، وأضاف: «هذه وصية والده المخرج الراحل صلاح السقا».

وأشار «سليم» إلى أن هناك فنانين يوافقون على المشاركة في عروض البيت الفني للمسرح، مثل ماجد الكدواني الذي شارك في بطولة مسرحية «في بيتنا شبح»، موضحاً أن إدارة البيت الفني لم تجهز عروضاً ليشارك فيها فنانون كبار ومعروفون.

وأضاف: «لدينا فنانون معروفون معينون في البيت الفني للمسرح ولا يقدمون أي أعمال، كما أن تعيين بعض هؤلاء الفنانين في المسرح خضع لمجاملات رهيبة، كما لا أستطيع اتخاذ أي إجراءات ضد أي فنان موظف بالمسرح، لأنه ليس من سلطة أي مسؤول فصل أي موظف إلا بقرار من رئيس الجمهورية».