كشف عدد من الضباط بقسمى شرطة القاهرة الجديدة أول وثان عن تفاصيل الأزمة التى وقعت، السبت الماضى، إثر انسحابهم من تأمين منزل الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، بالتجمع الخامس، واعتصموا لمدة 48ساعة، وقالوا إنهم علقوا الاعتصام، بعد رسالة نصها: «رسالتكم وصلت، فضوا الاعتصام، عودوا إلى مواقعكم».
وقال الضباط، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، فى تصريحات، لـ«المصرى اليوم»: «فوجئنا بدعوتنا لاجتماعات مكثفة مع القيادات، وتلقينا تهديدات بالخصم من الراتب، فى حالة عدم العودة إلى العمل، وأمام إصرارنا قالت تلك القيادات إننا لا نؤمن شخصاً بذاته، بل إن دور جهاز الشرطة حماية منصب الرئيس، الذى يعد رمز الدولة».
وأضاف الضباط: «لا أحد يلتفت إلينا من القيادات، فى الوقت الذى يموت فيه كل يوم ضابط شرطة، أو يختفى فرد أمن، بينما يطالبوننا بالعودة لحماية منزل الرئيس، ونحن نعيش حالة من الصراع النفسى، خاصة عندما نسمع تعليقات المواطنين، الرافضين لحكم الإخوان المسلمين، أثناء صلاة الجمعة، التى نؤمن فيها الرئيس أثناء أدائها، فمنهم من يتهمنا بحماية نظام سقطت شرعيته، حسب وجهة نظرهم، وآخرون يتهموننا بأننا تأخونا».
وقالوا: «مهمتنا أمنية فى المقام الأول، ولا نفرق بين رئيس ومرؤوس، فى وقت لا نملك فيه وسائل دفاع وتسليح حديث تمكننا من الدفاع عن أنفسنا أمام الخارجين على القانون»، ولا يزال الشارع يرفضنا، لكن عندما شعرنا بنزول لجان شعبية، لحماية الشارع، أو بمعنى أدق ستكون هناك قوى غير رسمية بديلا عن الشرطة، قررنا العودة إلى مواقعنا، لإدراكنا خطورة تحول هذه اللجان إلى ميليشيات مسلحة.
ورصدت «المصرى اليوم» عمل اللجان الأمنية فى منطقة التجمع الخامس، وتعامل الشرطة مع الجمهور بقسمى أول وثان، فيما منعت من تصوير موكب الرئيس، إلا بموافقة كتابية من مؤسسة الرئاسة.
فى المقابل، نفت قيادات أمنية بالتجمع الخامس، طلبت عدم نشر أسمائها، فى تصريحات، لـ«المصرى اليوم»، انسحاب الضباط، المكلفين بحماية منزل الرئيس، للاعتصام، معتبرة ما تداولته وسائل الإعلام لا أساس له من الصحة.
وقالت: «كل ما حدث مجرد تضامن من ضباط القاهرة الجديدة مع المطالب المشروعة لزملائهم فى باقى الأقسام، لكن ليس معنى ذلك أن الشرطة انسحبت، ولو ساعة من تأمين منزل الرئيس».