علق عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، وعضو جبهة الإنقاذ الوطني، على المطالبات الداعية لنزول الجيش، بقوله: «الهتافات التي تطالب بنزول الجيش هي أكبر دليل على أن النظام القائم حاليا لم يحقق أهداف ومطالب الشعب الحقيقية، وتؤكد على ثقة الناس في القوات المسلحة منذ بداية الثورة، بغض النظر عن الهتافات التي تم تأليفها في مرحلة معينة من جهة معينة معروفة لها مصلحة».
وأضاف «موسى»، خلال لقائه ببرنامج «عيشها بشكل تاني»، على إذاعة «نجوم FM »، حسب بيان له صدر، الجمعة: «الجيش محترم ومحبوب من الشعب المصري، فهو بمثابة السند الذي يستند إليه الشعب في اللحظات الأخيرة والفارقة»، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة «لا يمكن أن تنضم لأي من الفرق المتصارعة، ولكنها لن تسمح بانهيار البلاد».
واعتبر «موسى» «ما يحدث في محافظات مصر هو تعبير عن حالة من الغضب والإحباط لدى قطاعات واسعة من المواطنين، فهم يشعرون بصعوبات اقتصادية ومعيشية كثيرة إضافة إلى شكوك تتصل بمدى قدرة النظام الحاكم على إدارة البلاد».
ودعا «موسى» لعدم علاج المظاهرات والاحتجاجات «علاجا أمنيًا»، مشددًا على ضرورة «أخذ مشاعر الغضب والاحتجاج في الإعتبار».
ورأى «موسى» أن «سبب هذه المظاهرات يرجع إلى أن الشعب المصري يشعر بأنه لم يتغير شئ، فالظروف ما قبل ثورة 25 يناير هي نفسها مع تغيرات طفيفة إيجابية وتغيرات كثيرة سلبية»، مضيفًا: «اعتبارات الحرب الأهلية في مصر ليست مطروحة».
ورفض «موسى» اعتبار المظاهرات والاعتصامات نتيجة لمؤامرة داخلية أو خارجية، قائلاً: «هذا اعتبار خاطئ لا يمكن أن يؤدي إلى علاج سليم لللأزمة»، مطالبًا الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، بـ«وضع خطط محكمة مع التصريح للناس بأرقام واضحة لحجم الإنجاز المبذول فعليا».
وانتقد «موسى» ما وجهه «قنديل» في حديثه لصحيفة «الأهرام»، من لوم على الإعلام، قائلاً: «اللوم يقع على الطرح الإعلامي للحكومة».
وردًا على إطلاق مسمى «الخراب» على جبهة الإنقاذ الوطني، قال «موسى»: «الخراب قائم متمثلا في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتدني الخدمات، فهذا هو الخراب بعينه، و الجبهة تعارض كل ذلك و تحاول بكل إمكانياتها أن تنقذ مصر من مأزقها».
وتطرق «موسى» للحديث عن مطالب جبهة الإنقاذ الوطني بشأن عقد انتخابات مجلس النواب، التي تدعو لـ«تشكيل حكومة حيادية تعقد الانتخابات في إطارها، والرقابة الدولية والوطنية التي تضمن نزاهة الانتخابات، والإشراف القضائي عليها، ثم تأمين القوات المسلحة لها حتى لا يتم منع أحد من الإدلاء بصوته كما حدث من قبل، إضافة إلى أخذ تعديلات المحكمة الدستورية العليا بشأن قانون الانتخابات في الاعتبار»، مضيفًا: «لم يتحقق من تلك المطالب إلا القليل، فانتهى الأمر بالمقاطعة».
وأكد «موسى» أن جبهة الإنقاذ الوطني «لم تطالب مطلقًا بإسقاط النظام، ولكن شرعية النظام تتضمن أيضا إلى جانب شرعية الصندوق شرعية الإنجاز وشرعية إرضاء الناس، والإنجاز ضعيف جدًا كما أن حالة الغضب تتزايد في البلاد».
واحتج «موسى» على اتهام «جبهة الإنقاذ» بأنها تعطي غطاءً سياسيًا للعنف، قائلا: «المعارضة ليست خيانة، و كل قيادات الجبهة بلا استثناء وقعوا على اتفاقية نبذ العنف في الأزهر».
وعن وضع السياحة الحالي، قال «موسى»: «وزير السياحة نشيط ويعمل ما هو في مقدوره»، معتبرًا أن «الإطار الفكري للنظام الحاكم هو من يتعارض مع حرية السياحة».
ووجه «موسى» كلمة إلى الشعب المصري، قائلا: «مصر تمر بمرحلة صعبة للغاية، ولكن دعونا لا نفقد الأمل، فمصر قوية، محافظة على تراثها، مصر الرائدة تعتبر ركناً من أركان الاستقرار العالمي»، مضيفًا: «مصر بها مواطنون يخشون عليها، و أرجو أن يصر كل مصري على أن يحافظ على وطنه ويمنعها من أن تكون دولة فاشلة، وألا يعلو عليها أحد أبدا».