الحزب الحاكم فى السودان ينفى عقد صفقة مع «الحركة الشعبية» حول أبيى

كتب: غادة حمدي الجمعة 26-11-2010 18:07


رفضت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» اقتراحاً من حزب «المؤتمر الوطنى» الحاكم بتمديد فترة التسجيل للاستفتاء على تقرير مصير جنوب البلاد، والتى تنتهى الأربعاء المقبل، بسبب ضعف التسجيل فى الشمال والجنوب، فيما كشفت من ناحية أخرى أنها لمست من الوسطاء ميلاً من الحزب الحاكم لقبول «فدية» أمريكية فيما يخص منطقة أبيى النفطية المتنازع عليها بين الجانبين، إلا أن الخرطوم نفت ذلك.


ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية عن الأمين العام لـ«الحركة الشعبية» باقان أموم قوله إن مؤسسة الرئاسة، التى تضم الرئيس عمر البشير ونائبيه سلفاكير ميارديت وعلى عثمان طه ستعقد اجتماعاً اليوم لمناقشة القضايا العالقة، التى تشمل النزاع على منطقة أبيى وترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها، إضافة إلى قضايا ما بعد الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المقرر فى 9 يناير المقبل، والتى تشمل المياه والنفط والمواطنة والديون والعملة، مؤكداً استعداد حركته لتقديم تنازلات من جانبها للوصول لصيغة اتفاق يُنهى حالة الجدل فى شأن استفتاء مستقبل منطقة أبيى المقرر أيضاً فى 9 يناير. وأكد «أموم» خلال مؤتمر صحفى فى جوبا، عاصمة الجنوب، الخميس أن «الحركة الشعبية» تنتظر وترحب بقرار رئاسى حول منطقة أبيى إذا جاء وفق الرؤية الأمريكية الداعمة تبعية المنطقة إلى الجنوب، مقابل بقاء القبائل الأخرى فيها وتمتعهم بحق المواطنة الكاملة. وكشف أن حركته لمست من الوسطاء قبول «المؤتمر الوطنى» بـ«فدية» أمريكية تشمل شطب اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب ورفع الحصار الاقتصادى المفروض عليه وتجميد ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية للرئيس البشير بارتكاب جرائم حرب وإبادة فى دارفور.


فى المقابل، أكد مسؤول ملف أبيى فى «المؤتمر الوطنى» الدرديرى محمد أحمد عدم وجود أى صفقة حول أبيى مع «الحركة الشعبية»، ووصف حديث أموم بـ«التهريج»، وقال إنه يستخدم عبارات خارجة على المألوف، معتبراً أن كلمة «فدية» خارجة عن السياق. وأكد الدرديرى أن حكومته سبق أن رفضت الحوافز الأمريكية التى تحدث عنها باقان، موضحاً أن هناك جولة حوار لتذليل عقبة أبيى.


فى الوقت نفسه، رفضت «الحركة الشعبية» مقترح «المؤتمر الوطنى» بتمديد فترة التسجيل للاستفتاء واعتبرته محاولة للتنصل من إجراء الاستفتاء فى موعده. وقال القيادى فى الحركة أتيم قرنق إن أى تعديل فى الجدول الزمنى لإجراءات الاستفتاء يجب أن يكون بالاتفاق بين الشريكين. وكان المكتب القيادى لحزب «المؤتمر الوطنى» الحاكم قد عقد اجتماعا، الخميس، حول الاستفتاء. وقال الدكتور نافع على نافع، مساعد الرئيس لشؤون الحزب، خلال الاجتماع، إن النسبة العامة للتسجيل لاتزال ضعيفة جدا، مشيرا إلى أنها لم تتعد بعد الـ22% بالجنوب من جملة الناخبين المقدرة بـ5 ملايين ناخب، وطالب بتمديد عملية التسجيل، فيما رفض إرسال أى قوات إضافية لتعزيز بعثة الأمم المتحدة فى جنوب السودان، بحسب صحيفة «الخليج» الإماراتية. جاء ذلك فيما كشفت صحيفة «الأهرام اليوم» السودانية الجمعة أن أكبر معسكر للجنوبيين بوحدة أبوسعد غرب الشقلة بمنطقة أم درمان، والذى يضم أكثر من 15 ألف جنوبى، لم يسجل فيه سوى 300 شخص أسماءهم خلال أسبوع للمشاركة فى الاستفتاء. وعزا مواطنون بالمعسكر الأمر إلى بُعد مركز التسجيل عن المعسكر، بجانب غياب التوعية بضرورة التسجيل، مطالبين بمركز استفتاء داخل المعسر