يلتقى الأنبا ثيؤدسيوس، أسقف الجيزة، المهندس سيد عبدالعزيز، محافظ الجيزة، السبت، لإنهاء أزمة كنيسة العمرانية، وقال ثيؤدسيوس لـ«المصرى اليوم» إنه التقى قداسة البابا شنودة عقب عودته من ألمانيا، وقدم له تقريرًا شاملا للأحداث الأخيرة، وتراخيص الكنيسة والرسومات الهندسية.
وأضاف أن البابا يتابع قضية الشباب القبطى المقبوض عليهم والمصابين، مؤكدا هدوء الأوضاع واستقرارها، فيما يخص الأحداث الأخيرة، وأن الأزمة تتمثل فى الشباب المقبوض عليهم ومعاناة أسرهم. وكشف مصدر من المقر البابوى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عن نية الكنيسة ربط المفاوضات مع محافظة الجيزة وحل أزمة كنيسة العمرانية بالإفراج عن الشباب القبطى المحتجزين وتنازل المحافظة عن الخسائر التى لحقت بها، وشدد المصدر على ضرورة تفهم الدولة للعارض الاستثنائى الذى دفع هذا الشباب إلى التظاهر، وقال: «على الدولة أن تتعامل معهم بروح القانون».
من جانبه، انتقد رامى كامل، منسق عام حركة أقباط من أجل مصر، موقف الأنبا ثيؤدسيوس من الأحداث وقال: «أمين الشرطة السابق وأسقف الجيزة الحالى أضاع حق الأقباط بتعليماته بعدم الحديث فى قضية كنيسة الطالبية وعدم الحديث للإعلام بدعوى أنه سيحل الأزمة بطريقته وعلاقاته الأمنية المعروفة للقاصى والدانى»، وأضاف: «الأسقف يضطهد شعبه أكثر من اضطهاد الدولة لهم بصمته».
فى المقابل، حمّل كمال زاخر، المتحدث باسم جماعة العلمانيين الأقباط، الدولة مسؤولية ما حدث فى العمرانية بسبب إصرارها على إسناد الملف القبطى للجهات الأمنية، فى حين أنه ملف سياسى واجتماعى، وطالب «زاخر» بوضع الملف القبطى على مكتب الرئيس مبارك إذا ما كانت الدولة تريد حلاً جذرياً وحقيقاً، متهما معظم المحافظين بأنهم مجرد موظفين بيروقراطيين لا يملكون أى حلول.
من ناحية أخرى، تواصلت ردود الأفعال الغاضبة من قبل المنظمات القبطية، وأدان أقباط النمسا ومنظمات قبطية ونشطاء حقوقيون النظام المصرى ووزارة الداخلية، بسبب ما وصفوه بـ«الهجوم العنصرى» على الأقباط فى كنيسة السيدة العذراء بالعمرانية.
وأصدرت الهيئة القبطية الهولندية بيانًا، أرجعت فيه ما سمته «تفاقم الاحتقان الطائفى»، إلى تجاهل المسألة الطائفية بمصر من قبل الحكومة والمؤسسات المعنية، وطالبت الهيئة أقباط مصر بالتواجد بكثافة فى الانتخابات المقبلة، مع الحرص على عدم انتخاب أعضاء الحزب الوطنى الديمقراطى فى الانتخابات الحالية، مبررة ذلك بأن الحزب مسؤول بشكل أو بآخر عن كل الأحداث الطائفية ضد الأقباط. من جانبه، طالب مجدى خليل، الناشط القبطى، مدير منتدى الشرق الأوسط للحريات، نشطاء حقوق الإنسان حول العالم مساندة الأقلية القبطية فى مواجهة ما سماها «الدولة العنصرية المستبدة التى تقوم بترويع الأقلية وإرهابها والتحريض عليها عبر وسائل الإعلام التابعة لها».
وقال: فى بيان له أصدره من الولايات المتحدة الأمريكية «إن ما قامت به قوات الأمن المصرية من اقتحام كنيسة قبطية بحى العمرانية بالجيزة، واستخدامها للقوة المفرطة فى مواجهة المصلين العزل يعد إرهاب دولة»، وأضاف: «تعامل الدولة مع الأقباط تطور من التمييز إلى الاضطهاد، ثم المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر فى معظم الجرائم التى تقع ضدهم».