بثينة كامل: شعلة الثورة لن تنطفئ.. وشرعية مرسي انتهت بسقوط دماء جديدة (حوار)

كتب: أسماء المحلاوي الإثنين 25-02-2013 23:23

قالت الإعلامية والناشطة السياسية بثينة كامل إن شعلة الثورة لن تنطفئ باستمرار شبابها في نضالهم بعد رحيل من وصفتهم بـ«دولة العواجيز»، وانتقدت بشدة الأداء الرئاسي والحكومي الذي أوصل البلاد إلى مأزق اقتصادي كبير سيؤدى إلى ثورة جياع ستطيح بغضبها حكم مرسي.

ودعت «كامل» كل القوى الثورية إلى الالتفاف حول «مصر» لأنها الباقية، ومقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، لأنها ستكون «مهزلة ونكتة»، على حد وصفها.

وانتقدت أداء الإسلاميين على كل الأصعدة السياسية والإعلامية والأمني، معتبرة أن شرعية الرئيس مرسي انتهت بسقوط دماء جديدة للشهداء في عهده، وأشارت إلى أن ثورة الجياع في طريقها للانفجار.

كيف تقرئين المشهد السياسى الآن؟

مشهد بائس ومؤسف وضبابي، ومن الصعب فهمه لأن الذين يديرونه تحركهم المصالح والصفقات التي تدار في السر، والتي نرى نتائجها على الأرض بعد أن تتم، والثورة بالأساس قامت ضد فكرة الرئيس الأب، ومن الطبيعي أن تستمر هذه الثورة عندما يحكمنا عسكر وجماعة كالإخوان المسلمين القائمة على السمع والطاعة وتقبيل يد المرشد.

وللأسف الشديد ومنذ تولي المجلس العسكري إدارة البلد وحتى حكم الإخوان «أصروا يندمونا على اليوم اللي قمنا فيه بثورة»، فهم ينفذون حرفياً مقولة مبارك «أنا أو الفوضى»، وبالمنطق نفسه وبالأداء نفسه على كل المستويات: الاجتماعي والاقتصادي والأمني، ورغم تركيع الشعب والسحل والتعذيب، والقتل الذي أصبح في ازدياد كل يوم، يؤصلون لذلك بقوانين يضعونها مثل قانون التظاهر، وأصبح النظام الحاكم يشرع قوانين «على مزاجه»، لكي يحمي مصالحه، فهم يتحركون من منطلق جماعة سرية غير قانونية، تمتلك ميليشيات تعلن عن نفسها يومياً بـ«بجاحة» وشاهدنا ذلك على أبواب الاتحادية، وخطف المتظاهرين، ودهس المدرعات للناس وأخيرا مقتل وتعذيب محمد الجندي.

لكن رغم كل ما يحدث، فالمشهد يؤكد أن الثورة ثورة جيل، هذا الشباب لديه وعى سياسى وقدرة واعية على التحليل واكتشاف الحقيقة «إحنا ولادنا دلوقتى بيربونا، وبنتى ربتنى، والجيل الجديد بيربى المجتمع كله»، ففي الوقت الذي نجد فيه أجيالا راضية بالاستعباد، والنخبة كلها «راضعة» من النظام القديم، وكثير منهم «على رأسه بطحة»، بما يشعرهم طوال الوقت بأنهم غير أحرار، هناك جيل يطالب بالحرية ولن يقبل أن يتخلى عن هذا المطلب، وعلى «دولة العواجيز» أن ترحل، والأمل في هذا البلد فى شبابه، وحكمة الزمن في أن الجديد هو الذي سينتصر، ولا محالة لابد للقديم أن ينهار، وترضخ السلطة للشباب وللثوار طالت المدة أم قصرت، لتظل شجرة الحرية تروى بالدماء الغالية، و«لسه الفاتورة حسابها مفتوح، ولسه هندفعها بمزيد من الدماء».

الأعداد التي خرجت لميدان التحرير في الذكرى الثانية للثورة والتنحي قليلة.. هل هو إحباط؟ أم أن الناس راضية عن أداء النظام الحاكم؟

- نعم بالطبع هناك حالة إحباط شديدة مستشرية في المجتمع، وفي الوقت الذي قلت فيه أعداد المتظاهرين في القاهرة، كانت كلمة السر للذكرى الثانية للثورة هي المحافظات، وشهدنا فيها ما لم نشهده من قبل، فهناك محافظات تقريباً لم يكن لها وجود أو صوت أيام الثورة الأولى، لكن الغضب اجتاحها، وأصبح الامتداد الثوري فيها يفسر إلى حد ما قلة الأعداد التي خرجت في القاهرة، كما أن هناك حالة رعب وتخويف من الخروج إلى الشوارع، وإرهابا جنسيا للعائلات التي تنزل بأبنائها وبناتها، بالتحرش الجماعي والمنظم بالفتيات في ميدان التحرير، وكل هذا بالطبع له تأثيره السلبي، فقد تحولت الثورة من سلمية إلى دموية في عهد الإخوان المسلمين، «والغريب أنهم كانوا بينزلوا بشبابهم وأهلهم وعشيرتهم ويتمركزوا في الجوامع القريبة من القصر الجمهورى عشان يحموها، ومشفناش حد منهم بيدافع عن البنات من التحرش بيهم».

ما يحدث في الشارع لا يخبر أبداً برضاء الناس، خاصة بعد خروج قطاعات من المجتمع لم تكن تتحرك من قبل، وهم «الفئات المرتاحة» وحزب «الكنبة».

 

هل سيتكرر مشهد إزاحة مبارك مع مرسي؟

- مرسي فقد شرعيته و«بعد الدم مفيش شرعية للصندوق الانتخابى»، وأكبر دليل على أن الشعب أصبح لا يشعر بهذه الشرعية، ولا يشعر بأمان مع هذه السلطة- ما شهدناه فى الانتخابات الرئاسية من تراجع في التصويت، فثلثا الناخبين لم يذهبوا للانتخابات، والآن أدرك المصريون أن الانتخابات ستكون مزورة، وما حدث من جرائم في عهده يؤكد أنها بداية النهاية لحكمه ولحكم الإخوان الذين لا يحترمون سيادة القانون، وهناك مقدمات كثيرة ستمهد للإطاحة بمرسي أهمها ثورة الجياع التي بدأت بالفعل وتزحف ببطء، فقد ازداد الفقراء فقراً، واتسعت العشوائيات.

ولكن لا أستطيع أن أجزم بأن مشهد الإطاحة إن تكررمع مرسى سيكون بنفس الشكل، لكني أشهد أن الأوضاع المتأزمة الآن لا تنذر بخير أبدا، فلا أحد يستطيع أن يتوقع ما قد يفعله الشعب المصري.

لو تمت إزاحة حكم الإخوان.. في رأيك ما البديل المناسب لهم؟

- مثلما شاركت كل الأطياف في الثورة، لابد أيضا أن تتشارك في إدارة البلد، ويتم تمثيل الجميع، لأن القوة فى التنوع، والبلد الآن فى حالة مخاض، وغير مستقر، والحمل ثقيل لن يقدر على حمله إلا الأطياف السياسية في المجتمع معاً، ومن غير المسموح أن يتحمل فصيل واحد وحده المسؤولية ويتصدر المشهد بإقصاء الآخرين، ويعبر هو بمفرده عن مصر.

ما رأيك في المطالبات بانتخابات رئاسية مبكرة؟

- الأهم من الاستعجال في انتخابات رئاسية مبكرة تشكيل مجلس رئاسي وطني، وحكومة تمثل كل أطياف الشعب، وتعتمد على الكفاءة وليس على أهل الثقة، وتعي تماماً المأزق الاقتصادي الذي وقعنا فيه، فالحكومة الآن «عامية وبتستعمى عن الوضع اللي إحنا فيه، وخاينة ومش قادرة تحس بالشعب ده وبمعاناته»، فرئيس الوزراء الحالي لا يتمتع بأي كفاءة، وكان مدير مكتب وزير الرى وعضو لجنة سياسات وإخواني، وهذه هى كل مؤهلاته!.

بعد أحداث الاتحادية ومدن القناة خرجت مطالبات بمحاكمة مرسى على سقوط الشهداء أو حصول مبارك على البراءة في قضية قتل المتظاهرين.. ما رأيك؟

- أتوقع أن يحصل مبارك على البراءة، ومثلما حوكم «مبارك» على مقتل المتظاهرين لابد أن يحاكم مرسى على من سقطوا بنيران نظامه وداخليته، فهو المسؤول الأول عما يحدث، وبتصريحاته وتصريحات رجاله سواء من الحزب أو الجماعة، لا أرى في هذا «المرسى» إلا ممثلا لـ«الجماعة» في الرئاسة فقط، هذا الرئيس لا يعبر عن المصريين،«هنقول إنه جه بصندوق انتخابي، طيب ما هتلر برده جه بصندوق انتخابي»، ولن يحدث استقرار دون محاكمات عادلة.

ما رأيك في أداء جبهة الإنقاذ الوطني؟

- متردد وضعيف للغاية.

وجبهة الضمير الوطنى.. والحوار الوطنى؟

- «دي مش جبهة ضمير، أي ضمير؟ دى جبهة الضمير الميت». أما عن الحوار الوطني فلابد أن يكون للحوار أصول لكن ما يحدث ليس بحوار«هو فين الحوار ده؟»، الجماعة التي تدير الحوار هي جماعة «تقبيل يد المرشد والسمع والطاعة فقط»، وهم يعتمدون مبدأ: لا تجادل، فإذا لم ندخل لإجراء حوار بأسس سليمة «يبقى بنضحك على نفسنا»، بل نمنح تيار الإسلام السياسى فرصة لتصدير الوجه الديمقراطى وهم منه براء.

ما رأيك في أداء وزير الإعلام؟

- عملت بوزارة الإعلام بعد مجىء مرسي، وما رأيته فيها هو إعادة استنساخ لنظام مبارك بل أسوأ، فهذه الوزارة للتعبير عن الحاكم وليس عن الشعب. ووزير الإعلام لا يفقه شيئا، ولا نتوقع منه أى إضافة، ولا يملك أي رؤية، ولا يؤمن بالرأى والرأى الآخر،«هنتوقع إيه من واحد كان مسؤول عن مشروع العلاج في نقابة الصحفيين؟!». وعندما التقيته بعد تولى الوزارة كان دوماً يتعامل معي كمعارضة لمجرد المعارضة، وهو يعتبر من يعارضونه أعداء، وبسببه أصبحت ممنوعة من العمل.

لجنة الأمن القومي في «الشورى» طالبت بتحديد الضيوف في الفضائيات قبل شهر من عرض البرامج لمنع «كل من هب ودب» كما قالوا.. ما رأيك؟

- ردت ضاحكة: «يتشطروا على قنواتهم (الدينية)، إحنا مشفناش ألفاظ قبيحة إلا على لسان اللي مفروض إنهم بيرمزوا للإسلام»، ولابد أن تكون هناك خطوط حمراء لا يتم تجاوزها فيما يخص حريات الصحافة والإعلام، ورغم أن توفيق عكاشة أساء لي وللثورة، لكن عندما أغلقوا القناة كنت ضد ذلك تماماً لأنه قمع للحريات، و«اللى مش عاجبه ما يتفرجش، وفيه اختراع اسمه الريموت كنترول».