السياحة.. جولات بالأجانب على محطات الوقود

كتب: كمال مراد السبت 23-02-2013 23:50

«أنا كرهت الشغل وبنام وأحلم بالسولار»، قال هذه الجملة وهو جالس خلف عجلة قيادة أتوبيس سياحي ضخم، متوقف أمام المتحف المصري بالتحرير، يشكو حاله ومعاناته بسبب أزمة السولار الطاحنة، التي زادت من هموم قطاع السياحة، وتسببت في توقف عدد كبير من أتوبيسات النقل السياحي عن العمل.

رجل ستيني يدعي على مرسى، يعمل سائق أتوبيس سياحي بإحدى الشركات، يعاني بشدة من أزمة السولار، يقول: «أقضي وقت راحتي في انتظار السولار في محطات الوقود»، بمجرد أن يتلقى عم «على» خبر قدوم فوج سياحى، يتوجه إلى أقرب محطة سولار، ليقضي ساعات طويلة وهو يحلم بتموين سيارته، ولكن الحلم ينتهي بكابوس فى بعض الأحيان، عندما يصل إلى مضخة الوقود ويخبره العامل بنفاد السولار، وهو الأمر الذي تكرر معه أكثر من مرة.

يرفض عم «علي» العمل في محافظات الصعيد، مثل الأقصر وأسوان، ويرسل أحد زملائه في رحلات الشركة إلى هناك، يقول بلهجة مليئة بالحزن: «الصعيد عذاب مافيش سولار خالص»، تعاني الأتوبيسات السياحية بشدة من نقص السولار، خاصة في الأقصر وأسوان، التي تنتشر بها المعابد والمعالم السياحية، وتعتبر جزءاً أساسياً فى برنامج الفوج السياحي.

وصلت أنباء أزمة السولار للخارج، عن طريق السياح الذين يقضون أوقاتاً طويلة داخل الأتوبيسات السياحية، وهي تبحث عن السولار فى محطات الوقود، يقول عم «علي» وقد ارتسمت على وجهه علامات الأسى: «بنتحايل على الزبون عشان ننشط السياحة، وأزمة السولار خربت الدنيا، وتبذل شركات السياحة جهوداً كبيرة، لجذب السياح لمصر ولكن أزمة السولار، أتت بأثر سلبي وزادت من هموم قطاع السياحة»، أنهى الرجل حديثه وهو يرفع يديه للسماء يدعو ربه بانتهاء الأزمة.

فى الجهة المقابلة انهمك سائق أتوبيس سياحي، في إصلاح بعض الأعطال والتلفيات بالأتوبيس، يدعى أشرف ربيع، يبلغ من العمر 45 عاماً يعمل بشركة متخصصة في النقل السياحى، يقول بلهجة ممزوجة بالحزن والسخرية في آن واحد: «أصحاب محطات الوقود يفرضون علينا إتاوة للحصول على السولار»، يدفع سائقو الأتوبيسات السياحية مبلغ 10 جنيهات على كل 100 لتر لأصحاب محطات الوقود، وإذا رفضوا يمنعونهم من التموين ويتشاجرون معهم، يخرج الرجل فاتورة حصل عليها من إحدى محطات الوقود، وقد دون بها المبلغ الإضافى، الذى سيضطر لدفع جزء منه، لأن الشركة التى يعمل بها لا تعترف بالمبالغ الإضافية التي تدفع للحصول على السولار.

كل ما يخاف منه «أشرف» هو أن ينفد الوقود منه، ويتعطل الأتوبيس الذي يستقله فى الصحراء، وهو ما يضطره لتحميل عدة جراكن مملوءة بالسولار داخل الأتوبيس أثناء رحلته، حتى يتجنب هذا الموقف وهو بصحبة الأفواج السياحية.

يضرب بيده على عجلة القيادة ويقول: «البدو يسيطرون على السولار فى سيناء وتوجد محطات وقود خاصة بهم، يسيطر البدو على محطة أبورديس، يحصلون على السولار بقوة السلاح، ويبيعونه للمنشآت السياحية والأتوبيسات بأسعار مضاعفة، تصل إلى 50 جنيه للصفيحة التي تحتوى على 20 لتراً، وهو ما يضطر أتوبيسات السياحة للحصول على احتياجاتها من القاهرة، أو من الطور أما شرم الشيخ فلا يوجد بها وقود بصفة مستمرة».