اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية الصادرة، الثلاثاء، بالانتخابات المصرية، وأكدت أن المرشحين يتنافسون على صناديق اقتراع نتيجتها معروفة سلفا، مشيرة إلى فشل دعوات الولايات المتحدة للإصلاح في إحداث تغيير في مصر، ولفتت إلى حالة الإحباط التي تسود المواطن المصري من إمكانية إحداث تغيير من خلال الانتخابات.
ونشرت صحيفتا واشنطن بوست ولوس أنجيلوس تايمز الأمريكيتان تقريراً أعده مايكل سلاكمان لأسوشيتد برس قالت فيه إن «مجموعة من الغوغائيين هاجموا بالسكاكين النائب البارز عن جماعة الإخوان المسلمين سعد الكتاتني بعد ساعات من مشاركته وقيادات الجماعة في مؤتمر صحفي حول تجاوزات الأمن في حق مرشحي الجماعة».
وأشارت الوكالة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين هي المنافس الأكبر للحزب الحاكم، لافتة إلى أن الانتخابات تجرى وسط حالة استياء واسعة النطاق بسبب ارتفاع أسعار الغذاء، واستمرار نظام الرئيس مبارك، الذي يتهم بأنه نظام بوليسي.
ونقلت الوكالة عن الكتاتني قوله في المؤتمر الصحفي الاثنين، إن «ما يحدث الآن هو عملية تزوير مبكرة للانتخابات»، مشيرا إلى اعتقال 1200 من أعضاء الجماعة.وقالت أسوشيتدبرس إن «الجماعة التي حصلت على خمس مقاعد البرلمان عام 2005، من المتوقع ان تحقق نتيجة سيئة في الانتخابات المقبلة، بسبب قمع الحكومة».
وقالت محطة صوت أمريكا إنه «رغم رفض النظام المصري للرقابة الدولية، فإنه لا يبدو متحمسا للمراقبة المحلية أيضا»، ونقلت عن حافظ أبوسعدة، الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان قوله «طلبنا 200 بطاقة لمراقبينا..فأعطونا 20، إنها نكتة».
وأضافت، في تقرير أعدته مراسلتها في القاهرة إليزابيت آروت تحت عنوان «مصر ترفض الرقابة الدولية .. والرقابة المحلية محبطة»، إنه «مع رفض الرقابة الدولية والتضييق على المحلية، يأمل المراقبون أن يسهم الإعلام في إلقاء الضوء على مايحدث في العملية الانتخابية، لكن الحكومة قامت مؤخرا بإغلاق عدد من الفضائيات، وتم إقالة صحفيين مستقلين، واعتقل عدد من المدونين».
وفي تقرير آخر، أعده مراسلها في القاهرة إدوارد يرانيان، أشارت صوت أمريكا إلى «تشاؤم الناخب المصري إزاء إمكانية أن تؤدي الانتخابات المقبلة إلى حدوث تغيير»، وقالت إن «المصريين إما منشغلون في توفير لقمة العيش في ظروف اقتصادية صعبة، أو لديهم شكوك حول العملية السياسية، أو يرون أن هناك قمعا للمعارضة ذات المصداقية».
وأضافت أن «إحجام المصريين عن المشاركة السياسية، سيستمر إذا لم تقدم الحكومة مزيداً من الشفافية في عملية اختيار قادتها»، مشيرة إلى أن «عدداً قليلاً جداً متفائل بشأن إمكانية حدوث هذا»، لافتة إلى «حدوث مخالفات في الانتخابات السابقة، واستخدام الحكومة للقوة ضد المعارضين للحفاظ على بقاء حزب مبارك في السلطة».
وتابعت: «رغم كل ذلك ما يزال بعض المحللين يأملون في أن يساهم الضغط الخارجي في دفع مصر نحو طريق جديد لتحقيق الإصلاح الديمقراطي».
وقالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إنه «عشية الانتخابات البرلمانية زاد نظام الرئيس حسني مبارك من سلطته على العملية الانتخابية، بينما تستعد البلاد لخوض معركة خلافة العام المقبل»، مشيرة إلى انه تم اعتقال ٢٠٠ من جماعة الإخوان المسلمين، ورفض طلبات الولايات المتحدة بوجود مراقبين دوليين، وقمع وسائل الإعلام التي كان من الممكن أن تعطي قدرا من الشفافية.
وأضافت في تقرير تحت عنوان «المتطوعون سيعتمدون على التكنولوجيا في رصد التجاوزات في الانتخابات المصرية»، إن «كل المراقبين يتوقعون أن تكون الانتخابات المقبلة أقل حرية»، ونقلت عن بهي الدين حسن، مدير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان قوله «لسوء الحظ فإن معظم المؤشرات سيئة،وسلبية ومقلقة، خاصة المعركة ضد وسائل الإعلام».
وتابعت، في التقرير الذي أعدته مراسلتها كريستين شيك، إن «هناك مجموعة من المدونين والنشطاء قرروا مراقبة الانتخابات عبر الإنترنت والهواتف المحمولة والمواقع الاجتماعية»، مشيرة إلى موقع «يوشاهيد»، الذي يمول بشكل غير مباشر من الولايات المتحدة، والذي سيقدم رصدا للانتهاكات على خريطة تفاعلية، تتيح للمواطن إرسال تقريره عبر الرسائل المكتوبة أو تويتر أوالبريد الإلكتروني، مصحوبة بالصور والفيديو.
وأشارت إلى أنه تم تدريب 125 متطوعا لتغطية جميع محافظات مصر، ونقلت عن إسراء عبدالفتاح، مديرة المشروع، التي سبق اعتقالها بسبب دعوتها لإضراب 6 إبريل عام 2008، إن «هذه طريقة جديدة للمراقبة نعتقد أنها ستجذب الناس للمشاركة»، مضيفة أن «الانتخابات هدفها إيصال رسالة للعالم تقول إن هناك ديمقراطية في مصر.. لكننا في الحقيقة ليس لدينا ديمقراطية، إنها مزيفة».
وتحت عنوان «رغم دعوات الإصلاح الأمريكية تغير القليل في مصر» كتب جون جنسن تقريرا في صحيفة جلوبال بوست الأمريكية قال فيه إن «خطاب الرئيس الأمريكي في القاهرة، والسياسة الأمريكية تجاه مصر، لم يكن لهما تأثير على القيادة التي تحكم البلاد منذ فترة طويلة».
وأضاف أن «مؤشرات التفاؤل الأولية التي صاحبت خطاب مبارك في القاهرة تحولت إلى إحباط كالمعتاد، مع ورود تقارير بشأن تدخل الحكومة المصرية في العملية الانتخابية، مما يثير التساؤل حول قدرة الولايات المتحدة على إحداث تغيير في دولة يحكمها حزب واحد منذ 30 سنة».
وتابع أن «استجابة أوباما لدعوات دعم انتخابات حرة ونزيهة في مصر كانت ضئيلة جدا»، ونقلت الصحيفة عن مدير مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، وعضو مجموعة «عمل مصر»، أندرو ألبرتسون قوله إن «واشنطن لن تبقى على الهامش إلى الأبد »، مشيرا إلى أنه «يسعى لإيجاد طريق لتشجيع مصر على الإصلاح».
وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات البرلمانية «تعقد في مناخ سياسي غير واضح، مع تزايد القلق حول صحة الرئيس مبارك، الذي لم يسم خليفة له، لكن الجميع يعتقد أنه سيورث ابنه جمال».
وكتب جاك شنيكر مقالا في صحيفة «جارديان» البريطانية قال فيه: «مرحبا بكم في عالم الانتخابات المصرية الغريب، حيث الآلاف من المرشحين من عشرات الأحزاب يتنافسون على مقاعد البرلمان، وهم يعلمون أن حملاتهم الانتخابية لن يكون لها تأثير على النتيجة».
وأضاف: «بغض النظر عن عمليات التزوير المصاحبة لواحدة من أكبر العمليات الديمقراطية في الشرق الأوسط، فإن مسألة الانتخابات هذه المرة أكثر عمقا بالنسبة لعدد من القوى السياسية سواء في الحزب الوطني الذي يضمن الخروج بأغلبية ساحقة في الانتخابات، أو أحزاب المعارضة، والإخوان المسلمين التي تسعى لحشد الدعم المحلي، وزيادة مكانتها في الشارع»، مشيرا إلى أن البعض يرى أن الانتخابات «ستعطي صورة أيضا عمن سيخلف مبارك في الانتخابات المقبلة».
وتابع: «الانتخابات تعد لحظة حرجة بالنسبة للحزب الوطني الذي يبحث عن خليفة لمبارك»، مشيرا إلى أن جمال مبارك، الذي كان يرشح دائما لخلافة والده، اضطر مؤخرا إلى أن ينأى بنفسه عن اقتراحات وراثة الحكم، في الوقت الذي تتصارع فيه الفصائل المتنافسة داخل الحزب الوطني على مرحلة ما بعد مبارك».
وأكد أن المرشحين يتنافسون بقوة في مصر على صندوق اقتراع نتيجته ثابتة، ويسعى الإخوان المسلمين ومرشحو المعارضة إلى زيادة مكانتهم، دون أي أمل في أن يحلوا محل الحزب الوطني في البرلمان.