أكد الأزهر في بيان رسمي له، الأربعاء، ردا على تصريحات أحمد موسوي، وزير شؤون الحج في إيران، حول المؤتمر الصحفي الذي ضم الرئيس الإيراني والدكتور حسن الشافعي، المستشار الأول للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبعض قيادات الأزهر خلال زيارة نجاد لمشيخة الأزهر مطلع فبراير، أن «للأزهر وجهًا واحدًا، وخِطابًا واحدًا، وأن الشفافية هي رائدنا، وليس صحيحًا أن المؤتمر الصحفي كان مفاجئا لأحد، ولقد كان بوسع رئيس البروتوكول أو السفير الإيراني أن يتقدم لإيضاح وقائع اللقاء للصحفيين ويعفي رئيسه من ذلك، ولكن هذا شأن الوفد الزائر لا يتدخل فيه الأزهر الذي يعرف حقوق الضيافة، ويرعى الآداب الإسلامية».
كانت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية قد نشرت في نسختها العربية على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، تحت عنوان «تفاصيل لم تنشر عن مباحثات الرئيس الإيراني مع أساتذة الأزهر»، وحوى مضمونها بعض التغيير للرواية التي تداولها الإعلام المصري حول زيارة الرئيس الإيراني للأزهر، على هامش مشاركته في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي الـ12 التي عقدت في القاهرة يوم 5 فبراير الحالي.
وقالت الوكالة الإيرانية على لسان «موسوي» إنه «عقب انتهاء اجتماع الوفد الإيراني مع شيخ الأزهر لم يكن مقررا أن يعقد الرئيس الإيراني مؤتمرا صحفيا وذلك لأن المؤتمرات الصحفية للرئيس نجاد كانت محددة من قبل».
وأضاف «موسوي» أنه «عندما خرجنا من الاجتماع كان هناك حشد من الصحفيين وقد وقفت إلى جانب رئيس الجمهورية أثناء مؤتمره الصحفي لعله يحتاج إلى ترجمة ما»، موضحا: «شعرت أثناء المؤتمر أن القضية مدبرة من قبل وهناك من يريد الكشف عما جرى بحثه داخل اجتماع الأزهر وإحراج الرئيس».
وأضاف الأزهر في بيانه، بحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الصادرة صباح الخميس: «لم يكن في الأمر إلا الإخلاص والشفافية المطلقة، وجرت وقائع المؤتمر في ظل هذه الروح، وشد الرئيس نجاد على يد الدكتور حسن الشافعي».
وأشار «موسوي» إلى أنهم «كانوا يحاولون من خلال المؤتمر إثارة مشاكل الشيعة والسنة والقضية السورية، الأمر الذي دعانا إلى التهديد بأننا سنغادر المؤتمر الصحفي إن جرت إثارة المسائل الخلافية في العلن».
وتابع الأزهر في بيانه ردا على تصريحات «موسوي»: «رغب الرئيس الإيراني - لطفا منه - أن يزور مشيخة الأزهر، واستقبل من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وطائفة من هيئة كبار العلماء بالترحاب اللائق به، وبعد اللقاء ذكر للرئيس الزائر ومُرافقيه، خاصة رئيس البروتوكول من الوزراء والعلماء، أن الإمام الأكبر لا يُشارك في المؤتمرات الصحفية، وأنّ كبير مستشاريه (الشافعي) سينوب عنه في المؤتمر الصحفي، وتقبل رئيس البروتوكول والرئيس الإيراني نفسه الأمر بالترحاب، وأخذ بيد الدكتور حسن الشافعي، نازلين على الدرج المفضي إلى مكان المؤتمر».
وقال مصدر بالأزهر كشف سر غضب الرئيس نجاد والوفد المرافق له، قائلا: «الرئيس الإيراني استاء من انتقاد الدكتور حسن الشافعي لسعي إيران لنشر التشيع في مصر».
وتابع: «دخل نجاد مع الشافعي في حوار خاص وتحدث مستشار شيخ الأزهر بكل صراحة موجها حديثه لنجاد، قائلا: إننا «نأسف مما نسمعه دائما من سب للصحابة وأمهات المؤمنين وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا».
وأوضح المصدر أن مستشار شيخ الأزهر احتج أيضا على سعي إيران لنشر التشيع في مصر، قائلا: «إنها كانت ولا تزال معقلا لأهل السنة والجماعة».
وأضاف المصدر أن السبب الحقيقي لغضب الرئيس الإيراني هو اعتراضه على البيان الذي أصدره الأزهر أيضا وتم توزيعه على وسائل الإعلام المحلية والعالمية واللقاء لا يزال قائما بين شيخ الأزهر والرئيس نجاد، وهو نفسه البيان الذي تلاه الشافعي وذكر فيه النقاط الخلافية التي أثارها شيخ الأزهر مع الرئيس الإيراني في الاجتماع الذي من المفترض أنه مغلق ولم يطلع أحد على ما دار فيه، والتي وصفها البعض بـ«اللاءات الأربعة» وهي: «عدم التدخل في شؤون الخليج، واحترام البحرين كدولة عربية شقيقة، ورفض المد الشيعي في بلاد أهل السنة والجماعة، ووقف النزيف الدموي في سوريا الشقيقة والخروج بها إلى بر الأمان ومنح السنة في إيران كامل حقوقهم».
وأشار المصدر المسؤول في مشيخة الأزهر إلى أن ما أثار استياء نجاد أيضا هو كم القنوات الفضائية التي كانت في استقباله فور خروجه من لقاء شيخ الأزهر، والتي لم يكن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له يتوقعون أن يكون المؤتمر الصحفي بهذا الحجم الكبير، مؤكدا أن الرئيس الإيراني توقع أن يكون المؤتمر صغيرا ويتحدث فيه عن العلاقات بين القاهرة وطهران.