«فريدمان»: صفقة «مرسي – واشنطن» غير قابلة للاستمرار

كتب: أ.ش.أ الأربعاء 20-02-2013 19:42

قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان إن الرئيس محمد مرسي بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية تتضمن شريحة واسعة من كل التيارات السياسية المختلفة في مصر، خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والحاجة الشديدة لقرض صندوق النقد الدولي، الذي سيؤدي بدوره لمزيد من المعاناة الاقتصادية ورفع الدعم على المواد الغذائية والوقود.

وأضاف «فريدمان»، في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن مصر في حاجة ماسة أيضا للمزيد من الاستثمار الأجنبي لخلق المزيد من فرص العمل، لافتا إلى وجود مليارات الدولارات من رؤوس الأموال المصرية خارج البلاد «بسبب خوف المصريين لا سيما المسيحيين من مصادرة أموالهم أو إلقاء القبض عليهم بموجب اتهامات زائفة كما حدث أثناء عهد الرئيس السابق مبارك»، على حد قوله.

وشدد على أنه لا يؤيد قيام واشنطن بإبرام صفقة مع الإخوان كما فعلت مع النظام السابق، مشيرا إلى أن هذا في غير صالح الولايات المتحدة، كما أنه غير ممكن لأن الشعب المصري لم يعد متسامحا في حقه كما كان تحت ظل حكم مبارك ولكنه بات معبأً ومحتشدا، داعيا مرسي والإدارة الأمريكية إلى استيعاب أن هذه الصفقة القديمة غير قابلة للاستمرار لفترة أطول.

ورأى الكاتب الأمريكي أن أفضل ما يمكن أن يفعله مرسي من أجل مصلحته ومصلحة مصر أن «يعلن العفو العام عن جميع من كانوا في عصر مبارك الذين لم تلوث الدماء أيديهم، لأن مصر تحتاج لكل موهبة وكل رأس مال يمكنه تعبئة الوطن، فليس هناك وقت للانتقام».

وتابع أن «الإخوان» لا يحتاجون إلى استراتيجية حكم جديدة فقط، وإنما إلى إدراك أن تصورهم الخاص للإسلام السياسي الذي يعارض تمكين المرأة والتعددية الدينية والسياسية قد يصلح إذا كان وضع مصر مثل إيران أو السعودية بما لديهما من احتياطيات ضخمة من النفط والغاز لشراء جميع الأصوات التي تتناقض مع الفكر الذي تتبناه ومع تحقيق النمو الاقتصادي.

وأشار إلى أنه سيكون من الأفضل أن يسعى الإخوان لتغيير نهجهم أو أن يصابوا بالفشل، وسيكون من الأفضل إذا اكتشفوا ذلك في أسرع وقت، معربا عن تفهمه لتفضيل فريق الرئيس الأمريكي باراك أوباما إبلاغ هذه الرسالة بشكل شخصي كي لا تبدأ القوى السياسية في مصر بالتركيز على الجانب الأمريكي بدلا من التركيز على بعضهم البعض».