المخرج الإيرانى كامبوزيا بارتوفي: شاركت بفيلم «ستائر مغلقة» لإنقاذ «جعفر» من الاكتئاب

كتب: أحمد الجزار الأربعاء 20-02-2013 19:43

أثار اشتراك المخرج الإيرانى كامبوزيا بارتوفى فى فيلم «ستائر مغلقة» لزميله جعفر بناهى- العديد من التساؤلات، خاصة أن «بناهى» حكم عليه من قبل السلطات الإيرانية فى عام 2011 بالإقامة الجبرية، ومنع من تقديم أفلام لمدة 20 عاما، ورغم ذلك نجح فى تجاوز هذه الأزمة بمشاركة مواطنه كامبوزيا فى تقديم فيلم جديد يحمل توقيعيهما، وفاز فى مسابقة مهرجان برلين السينمائى فى دورته الـ63 التى انتهت فعالياتها منذ أيام.

«المصرى اليوم» حاورت المخرج كامبوزيا بارتوفى حول هذا الفيلم وكواليس تصويره.

■ كيف قمتم بالتحضير لهذا الفيلم؟

- فى البداية بدأ العمل من خلال جعفر بناهى الذى قام بكتابة السيناريو، وعقب الانتهاء منه كان سعيدا للغاية، وشعر بأنه قام بإنجاز شىء دون أن يفكر إطلاقا فى استغلال ما فعله، وبعد أن أطلعنى على السيناريو- نظرا للصداقة الكبيرة بيننا- كان هناك سؤال يطرح نفسه: ماذا سنفعل بعد ذلك، ووقتها اقترحت عليه أن نبدأ تصويره حتى لا يفقد الحماس الذى ظهر فى عينه وبالفعل بدأنا العمل سويا على السيناريو من جديد، وقمت بإجراء بعض التعديلات التى تتناسب مع الموقف الذى يعيشه بناهى، واتفقنا على شكل نهائى له.

■ ومشاركتك فى العمل، ألا تمثل تحديا للسلطات الإيرانية؟

- لم نقصد ذلك إطلاقا، ولم أفكر فى هذا الأمر أيضا، ولكن الأهم كان بالنسبة لى هو أننى أساعد صديقاً فى تقديم حلمه الذى سيخرجه من الحالة النفسية السيئة التى يعيشها لأن جعفر بناهى كان يمر بمرحلة اكتئاب قد تقوده إلى مرحلة أسوأ، وهذا ما لم أقبله لصديق، وكان على أن أتحمل المغامرة مهما كلفتنى مادام سيكون سعيدا، كما أن صداقتنا تمتد لأكثر من عشرين عاما، وقد ساعدنى «بناهى» عندما قدمت أول أفلامى عام 1988 حتى إنه كان يرافقنى عندما قدمت آخر أفلامى.

■ وهل ترى أن تقديم بناهى لهذا الفيلم يعد اختراقا للقانون؟

- إطلاقا، لأن الفيلم تم تصويره بالكامل فى منزل بناهى، ولم تخرج الكاميرا إطلاقا حدود هذا المنزل، كما أن الفيلم يتحدث عن «بناهى» وليس عن أناس آخرين فى البيئة الخارجية، كما يحدث فى باقى الأفلام مثل فيلمه «تسلل» الذى حاز على جائزة الدب الفضى فى برلين أو أنه يتناول قضية اجتماعية، ولكن هذا ما لم يحدث أيضا فهو يستعرض حالته فى الفيلم، حتى إننا لم نقصد بهذا الفيلم أن ننتقد النظام أو الحكومة.

■ ولكنه سبق أن فعل ذلك من خلال فيلم «هذا ليس فيلما» وآخر وثائقى قدمه 2011!

- رغم أن الفيلمين عن جعفر بناهى فإن هناك اختلافا واضحا: فى الفيلم الأول كان يتحدث عن صناع الأفلام بشكل عام وطبيعة عملهم والمعاناة التى يتعرضون لها، ولكن فى فيلم «ستار مغلق»، فهو يستعرض مشاعره الداخلية وحالة اليأس التى وصل إليها والحلم الذى لم يستطع تحقيقه، وهو الخروج للعالم والانطلاق من جديد.

■ ولكن كيف تم تصوير هذا الفيلم؟

- لم يكن ذلك سهلا على الإطلاق، ففى البداية قررنا تصويره بالكامل فى منزل «بناهى» حتى نتمكن من السيطرة على التصوير والهم الآخر كان اختيار فريق عمل محدود للغاية، لأننا قمنا بالتصوير سرا ودون الحصول على أى تصاريح حكومية، خاصة أننا اعتمدنا على التمويل الذاتى، ولم يتم تصوير مشهد واحد منه فى مكان عام، فهو لم يكن فيلما تقليديا، ثم قمنا بتصوير مشاهد الفيلم فى الشتاء حتى يكون الجو مناسب، وفى الوقت نفسه لا يوجد أعداد كبيرة حول المنزل الذى نصور فيه لأنه يطل على البحر، وقررت مع «بناهى» أن نقوم ببطولة هذا الفيلم، بالإضافة إلى الممثلة «مريم موغدام»، وكان بناهى يتولى إخراج وتصوير المشاهد التى أقف فيها أمام الكاميرا، بينما كنت أتولى الإخراج عندما كان «بناهى» يمثل، وحاولنا رغم كل هذه الظروف الانتهاء من التصوير فى أقرب وقت حتى نقوم بعرضه فى «برلين» حتى إن لجنة المشاهدة شاهدت الفيلم قبل الانتهاء منه بشكل كامل، وقامت باختياره للمشاركة الرسمية، وهذا ما أسعدنا للغاية.