فلسطيني هارب من السجون في «جمعة الغضب»: كنت ميتًا وثورة مصر أحيتني

كتب: محمد عمران الإثنين 28-01-2013 15:26

مع حلول الذكرى الثانية لـ«يوم الغضب»، 28 يناير، الذي فتحت فيه السجون ونال عشرات المعتقلين حريتهم، يتذكر محمد عبدالهادي، السجين الفلسطيني السابق في المعتقلات المصرية، تفاصيل الثورة بدقة، ويروي لـ«المصري اليوم» قصة هروبه من سجن «أبوزعبل».

قال: «كنت ورفاقي الفلسطينيون نتابع حالة الانفلات الأمني الجارية عبر قناة (الجزيرة) داخل السجن. شاهدنا صور الحشود الجماهيرية الكبيرة في ميدان التحرير، بينما كان التليفزيون المصري يبرز صورا هادئة من كاميرات كورنيش النيل».

استقبل عبدالهادي «المصري اليوم» في منزله بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، بعد أن تزوج ورزق بابنته الأولى «شام». بدا في حالة ارتياح كبير وهو يعيش حياة اعتيادية ومستقرة، خلافا للعامين اللذين قضاهما متنقلاً بين مراكز التوقيف والاحتجاز وسجن «أبوزعبل».

هكذا أكد في مستهل حديثه قائلا: «كنت ميتاً مع إيقاف التنفيذ، حتى أحيتني ثورة مصر»، وأضاف «أقسى أيام حياتي قضيتها في سجون مصر منذ لحظة اعتقالي في مطار القاهرة، وحتى لحظة حريتي في 28 يناير قبل عامين».

واستعرض «عبدالهادي»، الذي يعمل موظفا حكوميا، عمليات «التعذيب» التي تعرض لها ومجموعة الشباب الفلسطينيين، «دون ذنب»، على حد قوله، لافتاً إلى أنه ظل محتجزاً رغم وجود قرارات قضائية بالإفراج عنه.

ورغم ذكريات التعذيب «المؤلمة»، ظل حديث عبدالهادي عن مصر مركزا على حبه لمصر، واستعداده للمثول أمام قضائها، الذي أكد أنه «نزيه»، وقال: «لو كنت يوما ما أسأت إلى مصر، أو لأمنها، فأنا مستعد للمثول أمام قضائها، والله إني أدعو للمصريين بالتوفيق كما للفلسطينيين، فأنا من أب فلسطيني وأم مصرية».

وعن لحظة الهروب، قال السجين السابق: «الجميع في أبوزعبل، من سجناء سياسيين وجنائيين، كنا نتابع تفاصيل الأحداث ولم يتوقع أحد منا أن تتهيأ الظروف للهروب من السجن. الجميع كان ينتظر ساعة للاحتجاج أو المطالبة بتحسين ظروفنا، لكن أن نهرب فهذا جزء من الأحلام، بالنظر للإجراءات الأمنية والأسوار العالية».

وأوضح: «لحظة الهروب كانت صعبة، إذ إن إطلاق النار كان من الخارج والداخل، قبل أن أنجح أنا ومن معي في تسلق الجدران والفرار، بعد مشاهدة جثث السجناء ملقاة على الأرض»، وأضاف: «اتصلنا بمعارف لنا خارج السجن، وتم توفير سيارتين لمغادرة منطقة السجون، ومن ثم التوجه إلى جسر السلام، بعد المبيت في مدينة الإسماعيلية»، وأشار إلى أنه في مدينة الإسماعيلية تم اجتياز إحدى السيارتين الجسر، والإمساك بالثانية، قبل أن تتوجه الأولى إلى قطاع غزة عبر الأنفاق.

ورغم الظروف الصعبة للاعتقال طوال عامين، أعرب عبدالهادي عن أمله في الحصول على الجنسية المصرية، خاصة أنه من أم مصرية، وأضاف «أتمنى أن تسمح لي السلطات بالمرور عبر مصر لأداء فريضة الحج، ودخول مصر بحرية، وبجواز سفر مصري، أسوة بغيري ممن تقدموا للحصول على الجنسية».

وقال «هناك آلاف الفلسطينيين المحرومين من السفر عبر معبر رفح، بسبب قضايا كيدية، وملفات ملفقة، لا علاقة لها بالواقع أو الحقائق. وهذه مأساة على مصر الثورة إنهاؤها دون تردد».

وقال: «ولدت وكبرت وعشت في مصر حتى صار عمري 14 عاما، ومن حقي الحصول على جنسيتها، لأن أمي مصرية. هذا حلمي وحقي، فأنا لم أسئ لمصر ولا لأمنها، ومستعد للمثول أمام القضاء إن ثبت تورطي في أمر ما».

واستطرد: «أحب مصر كما فلسطين، فكلاهما وطني الذي لم ولن يغادرني. أناشد كل مصري أن يشعر بي، وأن يتدخل لوقف هذا الظلم عنا جميعا، نحن هربنا من الموت بحثا عن الحياة، بعيداً عن العذاب والظلم».