قال مسؤول سابق في الاتحاد الدولي لكرة القدم إن الـ«فيفا»، عبارة عن «مافيا صغيرة، رائحة الفساد فيها تزكم الأنوف من كل جانب».
وتابع جيدو تونيوني، رئيس إدارة الإعلام سابقًا في الاتحاد الدولي: «وصل الأمر لدرجة أن جوزيف بلاتر رد على من يتهمون قطر بإفساد ذمم قيادات فيفا للحصول على شرف تنظيم كأس العالم لعام 2022، بالنظر لما فعلته ألمانيا للفوز بتنظيم كأس العالم 2006».
وأوضح «تونيوني»، الذي تم استبعاده من «فيفا» بعد خلاف مع «بلاتر»: «عندما اشتدت الحملة ضد بلاتر في أعقاب فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 من جانب الألمان والبريطانيين، ألمح إلى الفساد الذي أحاط فوز ألمانيا بتنظيم مونديال 2006، عندما حصلت ألمانيا على 12 صوتًا من أصوات المكتب التنفيذي لفيفا، مقابل 11 صوتًا لجنوب إفريقيًا».
وكشف «تونيوني» في حديث لمجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية عن أن «بلاتر» كان يريد أن تنظم روسيا مونديال 2018، وهو ما حدث بالفعل، وأمريكا مونديال 2022، على أن تمنح الصين مونديال 2026، لكن اللوبي القطري الرهيب تمكن من تغيير موقف «بلاتر»، مشيرًا إلى أنه لم ير في حياته دولة تبذل مثل هذه الجهود لتصبح عاملًا مؤثرًا في النظام العالمي، رغم أن عدد سكانها لا يزيد على 1.7 مليون نسمة.
وشغل «تونيوني» عدة مناصب مهمة داخل «فيفا»، على رأسها رئيس إدارة الإعلام، قبل أن يُجبر على ترك الاتحاد في عام 2003، بعد خلاف مع بلاتر.
وفي سؤال حول أسباب تغير موقف «بلاتر» من مؤيد لأمريكا لمؤيد لقطر قال: «كل ما كان يهم بلاتر هو أن يستمر في منصبه، وعندما شعر بأن ترشح القطري بن همام لرئاسة المنظمة الدولية يمكن أن يحرمه من فترة رئاسية رابعة تراجع بلاتر عن موقفه الرافض لقطر ليجري السيناريو المعروف بالإطاحة ببن همام، لينفتح الطريق أمام بلاتر للفوز بفترة رئاسية جديدة».
ولم يتهم «تونيوني» قطر بشكل صريح بشراء أصوات أعضاء المكتب التنفيذي، وقال في هذا الصدد: «من الصعب التحدث عن شراء أصوات لكن هناك اتفاقات وتبادل مصالح وتوزيع مناصب، فالمصالح المادية التي تمنح يمينًا ويسارًا أمر شائع يعكس ثقافة الفساد المهيمنة داخل فيفا».