قالت دراسة اقتصادية حديثة إن حرب الأسعار التي تمارسها شركات الاتصالات لاستقطاب عملاء جدد والاستحواذ على حصة سوقية أكبر من منافسيها، من خلال تقديم عروض ترويجية جديدة، ومزايا جذابة، وغيرها من عروض التسويق «الخاطفة»، تتسبب في وضع مالي أسوأ بكثير للشركة التي تبدأ العرض، ولذا يتعين على شركات الاتصالات بذل قصارى جهدها للحيلولة دون اندلاع حروب الأسعار.
ولفتت الدراسة التي أجرتها شركة «بوز أند كومباني»، للاستشارات العالمية، إلى أنه في ظل تلاشي الفروق الكبيرة بين المزايا التي تقدمها مختلف المنتجات والخدمات المتاحة في السوق، اضطرت شركات الاتصالات إلى خفض أسعارها، ومن هنا نشبت حرب الأسعار.
وأكدت أن حرب الأسعار تبدو ذات نتائج إيجابية، إلا أن تداعياتها أعمق من ذلك بكثير.
وقال «ديفيد توسا»، وهو شريك في «بوز أند كومباني»: «في البداية، تحقق شركات الاتصالات التي تبدأ بخفض أسعارها عائدات إجمالية غير مسبوقة، نتيجةً لتحول العملاء إليها، وبعد فترة وجيزة، تتعرض شبكة شركة الاتصالات الرابحة لاختبار حقيقي مع ارتفاع معدلات الاستخدام وانخفاض مستويات الجودة، مما إلى مضاعفة الإنفاق على الحملات الإعلانية، وتقديم حوافز أكبر لاستعادة عملائها، وهو ما يُجبر شركة الاتصالات الأخرى أن تحذو حذوها بإنفاق المزيد للحفاظ على مكانتها السوقية».
وتُؤكد الدراسة التي أجريت على ست أسواق متقدمة وناشئة أثناء حرب الأسعار، في آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، أن ما يتبقى من آثار هذه الحرب هو خسارة كبيرة في القيمة السوقية.