عقد الرئيس مبارك مباحثات اليوم في مقر إقامته بمدينة سرت الليبية مع الرئيس السوداني عمر البشير، حيث بحث معه آخر التطورات للوضع في السودان مع اقتراب إجراء الاستفتاء في الجنوب والوضع في دارفور.
وقال أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أنه سيقوم مع الوزير عمر سليمان بزيارة إلي العاصمة السودانية الخرطوم وعاصمة جنوب السودان جوبا.
وأكد أبوالغيط أن مصر كانت من الدول المتحمسة لقرار القمة العربية الاستثنائية بدعم السودان بمليار دولار لجعل خيار الوحدة جاذبا بين الشمال والجنوب، مشيرا إلي أن اجتماعا ضم أمين عام الجامعة العربية عمرو موسي وجان ببنج رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي وبمشاركة رئيس لجنة المتابعة العربية رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ووزير الخارجية المصري، لدراسة الوضع بأكمله في الشأن السوداني.
وحول التطورات الأخيرة بين شريكي الحكم في السودان - «الحركة الشعبية لتحرير السودان» و«حزب المؤتمر الوطني الحاكم» - أكد أبوالغيط أن هذه التطورات خطيرة، ومصر تسعى إلي لم الشمل ووقف أي تدهور في الموقف وتحقيق الالتزام بحرفية اتفاق نيفاشا، مطالبا بأن يكون الاستفتاء في موعده بقدر الإمكان إذا ما تمكنت الأطراف من الاتفاق علي ذلك وإنهاء كافة الإجراءات وأن يكون استفاءً شفافاً يعكس رغبة الشعب السوداني في الجنوب.
وأكد وزير الخارجية أن البدائل التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) علي اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية ومنها الطرح الخاص بوضع الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت الوصاية الدولية تحتاج لدراسة متعمقة ومدققة، لأنها أفكار قد تؤذى الفلسطينيين أو قد تخدم القضية الفلسطينية، ومن هنا فأي خطوة في هذا الاتجاه لابد أن تكون مدروسة بشكل جيد، في إطار قانوني وبأبعاد سياسية.
وقال أبو الغيط في تصريحات صحفية اليوم : إنه من السابق حاليا الحديث عن الذهاب إلى مجلس الأمن لطرح القضية الفلسطينية، طالما أن مجموعة المتابعة العربية أعطت الجانب الأمريكي والدولي فترة شهر لإقناع إسرائيل بالاستجابة للمتطلبات الفلسطينية والدولية، وبالتالي نسأل هذا السؤال بعد 30 يوم من قرار لجنة المتابعة الذي عقد في سرت الجمعة الماضية.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت مدة الشهر التي منحتها لجنة المبادرة العربية لواشنطن للضغط على إسرائيل لتجميد الاستيطان كافية، قال أبوالغيط: «أعتقد أن إتاحة الفرصة لمدة شهر كفيلة بإعطائنا صورة واضحة عما إذا كانت إسرائيل ستتجاوب مع مطالب المجتمع الدولي والولايات المتحدة والرباعي الدولي، أم أنها ستمضى في تعقيد الوضع»، مضيفا أن هذا الموضوع سيكون الموضوعات المطروحة للبحث خلال لقاءاته في بروكسل يوم الخميس المقبل مع كل من كاثرين أشتون، مفوضة الشئون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، ومع وزراء خارجية: فرنسا، وإيطاليا، واسبانيا، وألمانيا، وبريطانيا، وسيكون لنا أيضا لقاء مع وزير خارجية بلجيكا الذي تترأس بلاده حاليا الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أبوالغيط أن مصر ستشارك يوم الجمعة المقبل لأول مرة في الاجتماع الخاص بأصدقاء باكستان، وقال إن هذه دعوة لعضوية مصرية في هذه المجموعة، للنظر في الكيفية التي يمكن من خلالها مساعدة باكستان، على غرار اجتماع أصدقاء أفغانستان المقرر عقده في روما يوم 18 أكتوبر الحالي، وتترأس وفد مصر فيه السفيرة وفاء بسيم مساعدة وزير الخارجية.
وحول ما إذا كانت مصر ستكون عضوا فى لجنة تطوير المنظومة العربية، أوضح أبوالغيط «طلبنا أن نكون أحد الدول التي ستشارك في صياغة البروتوكول التنفيذي الذي سيعد خلال الشهور الثلاثة المقبلة».
وردا على سؤال حول طرح انضمام دول جديدة إلى جامعة الدول العربية، أكد أبوالغيط أن هناك نظرة موضوعية لمشاركة تشاد، وهو أمر طيب، لأن الدستور التشادي ينص على أن اللغة العربية هي اللغة الثانية في البلاد، ومن زار تشاد يرى أن هناك أحاديث كثيرة باللغة العربية، وأن هناك اهتمام تشادي بتعلم اللغة العربية، كما أن مصر تساهم في تعليم التشاديين اللغة العربية عن طريق وجود 28 أستاذ لغة عربية للتدريس في المدارس التشادية على نفقة وزارة الخارجية المصرية من خلال صندوق دعم التعاون الفني مع أفريقيا.
وحول مدى مساهمة انضمام تشاد للجامعة العربية في حل أزمة دارفور، قال وزير الخارجية «لا شك أن هذا الأمر سيكون له تأثيراته الايجابية على حل مشكلة دارفور، وأن كان انضمام تشاد هو أمر مستهدف، ولكن على الإطار الزمني البعيد، فهي لن تنضم إلى الجامعة العربية غدا، وهى مرحب بها في أي لحظة، لكن لكي تنضم يجب توفير الأسس التي يمكن من خلالها الانضمام إلى جامعة الدول العربية على أساسها، وقرار القمة العربية الاستثنائية وجه إلى هذا الاتجاه، أي أن تبدأ الجامعة العربية دراسات مع المسئولين في تشاد لكيفية النظر في وضع برنامج زمني لتحقيق هذا الهدف».
وحول أن كان مطروحا انضمام تركيا لجامعة الدول العربية ، نفى أبو الغيط ذلك، وقال «إن انضمام تركيا للجامعة أمر غير مطروح بالمرة، مشيرا إلى أن مسألة دول الجوار العربي ستحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة، ولا أتوقع أن يحسم الأمر في إطار زمني قريب».