وزير الإعلام بجنوب السودان: نرحب بعلاقات جيدة مع دول العالم حال استقلالنا.. بما فى ذلك إسرائيل

كتب: غادة حمدي, وكالات الأحد 10-10-2010 19:30

فى مؤشر جديد على سعى الجنوب السودانى لتهيئة الأجواء لفكرة الانفصال عن الشمال، رحب وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان برنابا بنجامين بإقامة علاقات جيدة بين «دولة الجنوب» مع دول العالم، بما فى ذلك إسرائيل، حال الانفصال عقب الاستفتاء الوشيك على مصير جنوب السودان، فيما وصف علاقة الولايات المتحدة مع جنوب السودان بـ«الممتازة». واعتبر بنجامين أن ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب لا يعوق عملية الاستفتاء، معتبراً أن الحدود معروفة بالرجوع لعام 1956، وأنها ليست قضية أيام وشهور وإنما تستغرق كثيراً من الوقت، مشدداً على ضرورة إجراء الاستفتاء فى موعده.

وفى تصعيد جديد لحدة «الحرب الكلامية» فى السودان بين الشمال والجنوب قبيل الاستفتاء على استقلال جنوب السودان، اتهم الرئيس السودانى عمر حسن البشير المتمردين الجنوبيين السابقين بالتراجع عن بنود اتفاقية السلام الموقعة عام 2005، وحذر من خطر تفجر الصراع من جديد إذا لم يتوصل الجانبان لتسوية الخلافات قبل إجراء الاستفتاء المقرر فى يناير المقبل.

 وقال البشير - فى مداخلة أمام القمة العربية بـ«سرت» فى ليبيا أمس الأول - إنه يأسف «لأن رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير أوضح علناً نية الانفصال»، فيما قالت وكالة الأنباء السودانية إن هذا يتناقض وبنود اتفاق السلام، والذى نص على أنه يتعين على الشماليين والجنوبيين محاولة جعل الوحدة أمراً ذا جاذبية بالنسبة للجنوبيين قبل إجراء الاستفتاء. وأوضح البشير أنه لايزال ملتزماً بإجراء الاستفتاء، إلا أنه أكد أنه يتعين على الجانبين أولاً تسوية خلافاتهما بشأن ترسيم الحدود والمواطنة وكيفية اقتسام عائدات النفط والديون والمياه. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن البشير تحذيره من أن «الفشل فى معالجة هذه الاستحقاقات قبل الاستفتاء سيجعل من العملية مشروعاً لصراع جديد بين الشمال والجنوب قد يكون أخطر من الصراع الذى كان دائراً قبل اتفاقية السلام»، مؤكداً، فى الوقت نفسه، أنه «ينبغى حماية الاستفتاء من أى تدخلات خارجية تسعى للتأثير على النتيجة خدمة لأهداف بعيدة عن مصالح السودان والمنطقة».

وزادت التصريحات التى أدلى بها البشير ونشرتها وسائل الإعلام الرسمية، المخاطر فى إطار التصعيد بين الخرطوم و«الحركة الشعبية لتحرير السودان» المهيمنة فى جنوب السودان بعد 5 أعوام من إنهاء الجانبين حرباً أهلية استمرت عشرات السنين باتفاقية أبرمت عام 2005. وفى محاولة منها لتوحيد الصف الجنوبى، تجاوزت الحركة الشعبية السودانية الخلافات مع الحركة المنشقة عليها «الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطى» واتفق رئيسا الحركتين سلفا كير ميارديت ولام اكول على فتح صفحة جديدة للتعاون ووقف العدائيات بين الطرفين. ومما يزيد الوضع فى السودان تعقيداً، انسحب وفد الحركة الشعبية وقبيلة «دينكا نقوك» بجنوب السودان من المحادثات التى ترعاها الإدارة الأمريكية فى أديس أبابا بشأن منطقة «أبيى» السودانية الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الشمال والجنوب، بدعوى عدم جدية وفد حكومة السودان فى التفاوض حول القضايا العالقة.

ومن جهته، قال رحمة عبدالرحمن النور، رئيس وفد قبيلة «المسيرية» الشمالية، إن القبيلة تقدمت بطلب لتأجيل الاستفتاء فى المنطقة - المقرر فى يناير بالتزامن مع استفتاء استقلال الجنوب - لعامين حتى يتمكن الطرفان من مواصلة الحوار والوصول لسلام دائم، على أن توقع قبيلتا «المسيرية» و«دينكا نقوك» اتفاقاً شاملاً يحفظ الأمن والاستقرار فى المنطقة.

ويرى كثير من المراقبين والمحللين أن الخلافات بين حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان والحركة الشعبية تسير جدياً باتجاه نقطة «اللاعودة»، مشيرين إلى المظاهرة التى شهدتها عاصمة الجنوب جوبا، والتى تزامنت مع زيارة وفد مجلس الأمن الدولى، والتى رفع فيها المتظاهرون لافتات تطالب بتنفيذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية بشأن دارفور، وهو ما يمكن اعتباره أوراق ضغط جديدة لـ«الحركة الشعبية» تجاه المؤتمر الوطنى.

وتبقى خطوة العودة إلى الصراع والحرب الأهلية من أكثر السيناريوهات المتوقعة لمستقبل السودان إذا عرقل الشمال الاقتراع أو رفض تسليم السيطرة على حقول النفط الجنوبية، لا سيما أن 75% من الاحتياطى النفطى السودانى يوجد فى جنوب السودان. وهذه الحرب مرشحة للعودة فى ظل توافر عناصرها، فهناك تحذيرات واضحة بشأنها، منها تكرار سلفا كير ميارديت تحذيره من اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق إذا تأجل الاستفتاء.