غرق مركب المعارضة القديمة.. وخروج درامى للعسكر.. والإحباط يلازم «البرادعى»

كتب: محمد غريب الأربعاء 23-01-2013 23:02

 

كنتيجة طبيعية لأى ثورة، أفرزت «25 يناير» قائمة طويلة من الخاسرين، بسبب ارتباطهم بالنظام القديم أو من رفضوا التغيير أو من خانتهم توقعاتهم فى حدوث التغيير عبر ثورة يقودها الشباب، بالإضافة إلى من فشلوا فى وضع حسابات سياسية تواكب الحدث وراهنوا بشكل أو آخر على حساباتهم القديمة للبقاء فى المشهد .

وشهدت فترة ما قبل الثورة تواجد 24 حزباً مثّل عدد كبير منها ديكوراً فى الحياة السياسية، ولم تحظ بمقاعد فى مجلس الشعب، ولم يختلف حال هذه الأحزاب بعد الثورة فلم تتمكن من الحصول على أى مقاعد فى برلمان الثورة باستثناء السلام الديمقراطى الذى حصل على مقعد واحد، بينما حلت الأحزاب الجديدة محل نظيرتها القديمة، وحصلت على مقاعد فى البرلمان لم تتمكن «التقليدية» من الوصول إليها، كما ارتفع عدد الأحزاب فى الحياة السياسية إلى حوالى 87 حزباً رسمياً.

من أبرز الخاسرين عدد من الأحزاب التقليدية التى تأسست قبل ثورة يناير. وينضم حزب الوفد إلى قائمة الخاسرين بعد الثورة أيضاً بعد تراجعه النسبى كأحد أبرز الأحزاب المعارضة قبلها، وفقد الحزب الكثير من بريقه السياسى والجماهيرى بعد دفعه لعدد من نواب الحزب الوطنى المنحل للترشح على قوائمه الانتخابية، كما فشل الحزب فى تصدر المشهد السياسى منفردا ليجد ضالته فى التحالف، ضمن جبهة الإنقاذ. ويكاد الحزب الناصرى أن يصبح أثرا سياسيا بعد الثورة بفعل الصراع الداخلى بين قياداته على رئاسة الحزب، خلفا لمؤسسه الراحل ضياء الدين داوود ، ودفع الحزب ثمن قبوله نجاح بعض مرشحيه بالتزوير فى برلمان 2010 المنحل لتجميل صورة الحزب الوطنى الحاكم.

ومن بين أبرز الخاسرين يأتى «آل مبارك» بعد دخول مبارك الأب ونجليه إلى السجن فى عدد من القضايا.

وجاء شعار «يسقط حكم العسكر» ليضم عدداً من قيادات المجلس العسكرى بقوة إلى قائمة الخاسرين، ومن بينهم المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع السابق، والفريق سامى عنان، رئيس الأركان السابق. بسبب السياسات التى أدار بها قادة «العسكرى» المشهد السياسى فى مصر خلال المرحلة الانتقالية وكانت سببا فى غضب الرأى العام ومطالبته بإسقاط العسكر حتى جاءت النهاية الدرامية بخروج طنطاوى وعنان.

وجاء الإعلام الرسمى أحد أبرز الخاسرين فى القائمة فرهانه على مبارك ونظامه أثناء الثورة وما قام به من تشويه للثورة وصانعيها وضعه فى موقف حرج عقب نجاحها.

ورغم أن اسمه ارتبط بالحراك السياسى فى مصر قبيل الثورة كأحد أبرز صانعيه وتصدره للمشهد الثورى قبل يناير وبعده، إلا أن عدداً من الخبراء اعتبروا الدكتور محمد البرادعى أحد الخاسرين من الثورة التى شارك بقوة فى صنعها . فإصرار البرادعى على استخدام نفس الأسلوب فى التواصل السياسى عن بعد مع مريديه واستمرار حملات تشويهه التى انتقلت من النظام السابق إلى التيار الإسلامى دون أى رد فعل منه، وشعور مؤيديه بالإحباط لعدم تحقيقهم أى مكسب حقيقى على الأرض، حتى الآن، جعله ينضم للخاسرين.

وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن انتخابات مجلس الشعب 2010 التى سبقت الثورة مباشرة كانت «القشة التى قمت ظهر البعير» لمستقبل الأحزاب التى كانت موجودة قبل الثورة.

وأضاف ربيع أن الأحزاب القديمة لم تلتحق بثورة 25 يناير منذ انطلاقها وراهنت على بقاء النظام حتى النهاية، مضيفاً: «أكثر هذه الأحزاب مراهنة على النظام القديم كان حزب التجمع الذى لم يقاطع أو ينسحب من أى انتخابات تم إجراؤها فى عهد النظام البائد لدرجة أن الجهات الأمنية كانت مخصصة حراسة شخصية لرئيس الحزب، مما أدى إلى حدوث انشقاقات كثيرة داخله».