في بادرة هي الأولى من نوعها، أكد الشيخ عبدالهادي عقل، إمام مسجد المركز الإسلامي في بلجيكا، أن إدارة المركز تلقت رسالة من ملك بلجيكا، ألبرت الثاني، يعرب خلالها عن تقديره لدور المركز في نشر ما سماه «الإسلام الوسطي المعتدل والبعد عن المغالاة».
وقال الشيخ عقل، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، إن الملك بعث بالرسالة بمناسبة العام الجديد، مستغلا الفرصة لتوجيه الشكر إلى مدير المركز الإسلامي والثقافي بالعاصمة بروكسل، الدكتور جمال صالح مؤمنة، على النشاط المتنوع للمركز الذي يحرص على البعد عن التشدد في التعاطي مع القضايا التي تخص الجالية الإسلامية في بلجيكا، على حد قوله.
وأوضح عقل أن المركز يقوم على التعاطي باعتدال مع القضايا الحساسة، وضرب مثالا بـ«نهجه العقلاني في التعامل مع تداعيات الفيلم المسيء». وأوضح إمام المسجد المصري أنه «قبل ما يقرب من نصف قرن لم يكن أحد يتخيل أن هذا الجزء من متحف الآثار الدائم في بروكسل سيتحول إلى أكبر مساجد عاصمة الاتحاد الأوروبي، أو أنه سيتسع لما يزيد على 7 آلاف مصل، أو أنه سيؤدي هذا الدور المهم في تعريف الأوروبيين بالصورة الصحيحة للإسلام، وسيساعد أبناء الجالية المسلمة في أداء شعائرهم».
وأضاف الشيخ عبدالهادي، الذي يتولى أيضا إدارة المعهد الإسلامي- الأوروبي داخل المركز، أنه «يعمل على تعريف الجالية المسلمة في البلاد بالعقيدة الإسلامية الصحيحة، وعلى تهيئة الجو المناسب لإقامة العبادات والشعائر الإسلامية بشكل صحيح، وأيضا حماية أبناء المسلمين من الانحراف والجهل بدينهم، من خلال إبراز حقيقة الإسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن المسلمين». وأشار إلى دور المركز في تقديم الفتاوى الشرعية التي يحتاجها المسلمون في عباداتهم ومعاملاتهم في أوروبا.
وكان الملك البلجيكي الراحل بودوان الأول قد أهدى العاهل السعوي الملك فيصل عام 1967 جزءًا من متحف الآثار الدائم لمدينة بروكسل، ليتحول بعد ذلك إلى مسجد ومقر للمركز الإسلامي والثقافي. واعترفت الحكومة البلجيكية إثر هذه المبادرة بالدين الإسلامي كدين رسمي في البلاد عام 1968. وفي عام 1978 افتتح الملك خالد بن عبد العزيز المركز الإسلامي الجديد في بروكسل.