شهد قصر «برليناله» منذ ساعات، العرض الأول لفيلم «ستار مغلق»، في مهرجان «برلين السينمائي»، للمخرج الإيراني جعفر بناهي، الذي يقضي فترة عقوبة حاليًا في إيران لمدة 20 عامًا، منع خلالها من تقديم أي أفلام، كما يشمل الحكم وضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله لمدة ست سنوات، لمعارضته النظام الإيراني، وشهدت الندوة التي أعقبت الفيلم كشف تفاصيل تصوير الفيلم رغم وضع «بناهي» رهن الإقامة الجبرية، وذلك بمساعدة من المخرج المشارك في العمل.
واستقبل صُناع السينما في المهرجان الفيلم بترحاب شديد، خاصة أنه العمل الروائي الطويل الأول منذ احتجازه، وقامت إحدى مؤسسات صناعة الأفلام في فرنسا بوضع بوسترات كبيرة أمام قاعة العرض تسأل فيها عن «بناهي»، الذي غاب عن العرض العالمي الأول لفيلمه، رغم مناشدة الحكومة الألمانية الحكومة الإيرانية السماح له بمغادرة إيران لحضور عرض فيلمه، لكن باءت المحاولات بالفشل، وهو ما اعتبره البعض أسلوبًا تعسفيًا غير آدامي لا يتناسب مع الحريات.
وأقام المهرجان عقب انتهاء الفيلم ندوة خاصة حضرها المخرج الإيراني «كامبوزيا» المشارك في إخراج الفيلم، و«كلك مريم»، إحدى بطلات العمل.
وأكد «كامبوزيا» خلال المؤتمر أن «هذا العمل خاص جدًا، ويختلف عن باقي الأعمال التي قدمها (بناهي)، خاصة أنه في هذا الفيلم يتحدث عن نفسه، وعن الحياة التي يعيشها داخل منزله».
ورفع «كامبوزيا» الستار عن تفاصيل كيفية تصوير الفيلم رغم وضع مخرجه الأول رهن الإقامة الجبرية قائلًا: «الفيلم تم تصويره بالكامل داخل منزل (بناهي)، ومشاركتنا في هذا العمل كانت فعالة جدًا، فكنت أقوم بدور المخرج في المشاهد التي يظهر فيها (بناهي)، بينما كان يتولى بنفسه إخراج المشاهد التي كنت أقف فيها أمام الكاميرا».
وأضاف: « لم يكن هناك جدول محدد للتصوير، لكننا كنا نعمل ليل نهار وسط كل الظروف القهرية حتى نستطيع اللحاق بالمهرجان، وأعتبر أن تقديم هذا الفيلم كان مغامرة صعبة».
وتحدث «كامبوزيا» عن حالة الانتقاد التي تطرق إليها الفيلم عن أسلوب الحياة في إيران، وحالة الكبت التي يعيشها البعض قائلًا: « لم نقدم الفيلم بغرض الهجوم على الحكومة أو النظام، لكننا قدمنا وجهة نظر محددة تجاه أحاسيس محددة يعيشها (بناهي)».
تدور أحداث الفيلم حول رجل يضطر إلى الاختباء في منزله خلف ستائر مغلقة خوفًا من الحكومة، ويجمعه الموقف مع معارضة اضطرتها الظروف أيضًا إلى الهروب من الشرطة والتواجد بجواره، وظهر «بناهي» في الفيلم، موضحًا شكل الحياة التي يعيشها في منزله ورغبته في الخروج لتقديم أفلام بدلًا من حالة القهر التي يعيشها، وقد ظهر الفيلم بمستوي جيد حتى إن البعض توقع حصوله على جائزة، خاصة أن العمل يشارك في المسابقة الرسمية.
كانت الحكومة الألمانية، متمثلة في متحدثها الرسمي، قد طالبت الحكومة الإيرانية، الإثنين، بالسماح لـ«بناهي» بالسفر إلى «برلين» لحضور العرض الأول لفيلمه «الستار المغلق»، إلا أن المتحدثة باسم المهرجان أعلنت، صباح الثلاثاء، عدم قدرة جعفر بناهي على حضور عرض فيلمه الأول، متمنية أن يحضر مساعده وبطلة العمل عرض الفيلم، والندوة الخاصة به.
كان «بناهي» قد اختير قبل عامين ضمن أعضاء لجنة التحكيم في مهرجان «برلين السينمائي الدولي»، إلا أن سلطات بلاده لم تسمح له آنذاك بالسفر، كما فاز من قبل بجائزة «الدب الفضي» في «برلين السينمائي» عام 2006 عن فيلمه «أوفسايد».