بالصور: القصة الكاملة لـ«القرصاية».. صراع «الجزيرة الصامدة» و«العسكر»

كتب: محمد علي الدين الإثنين 21-01-2013 21:15

يعيش أهالي القرصاية واقعًا أليمًا منذ ست سنوات في جزيرتهم التي يعزلها النيل عن ضجيج المدينة، حيث اضطر فلاحون وصيادون بسطاء لخوض صراع مع الجيش ورجال الأعمال، لوقف المحاولات المتكررة لمصادرة أراضيهم.

قاوم الأهالي بكل الوسائل للدفاع عن أرضهم منذ 2007 حتى حصلوا على حكم قضائي في 2010، يؤكد حقهم في البقاء على أرض جزيرتهم، لكن الدولة بكل جهاتها التنفيذية تجاهلت الحكم.

ولم يشفع سقوط نظام مبارك وخروج الملايين في ثورة شعبية ضده طالبت بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية بالحفاظ على حقوق أهل القرصاية، فسقط أحد أبنائها قتيلاً إثر اشتباكات مع قوات الجيش، بينما يواجه 26 من أهلها محاكمة عسكرية بتهم التعدي على عناصر القوات المسلحة.

.

.

.

.

 

ماهر يوسف، 60 عامًا، أحد أبرز فلاحي «القرصاية»، الذين واجهوا محاولات الجيش لمصادرة أراضيها، ونجح بعد عامين من التقاضي في الحصول على حكم نهائي يدعم حق الأهالي في البقاء على أرضهم، لكنه اعتقل صباح 18 نوفمبر 2012 مع 25 من أهالي الجزيرة، الذين وجهت لهم تهم التعدي على عناصر الجيش، وتنظر قضيتهم أمام القضاء العسكري.

 

أهالي القرصاية أحاطوا أراضيهم المقابلة لنهر النيل بسياج حديدي في محاولة منهم لحمايتها من محاولات المصادرة المتكررة من عناصر الجيش خلال عامي 2007 و2008. 

 

ابتكر أهالي الجزيرة أساليب جديدة للتعبير عن تمسكهم بأرض جزيرتهم مثل السير في جنازات وهمية، وحمل أجساد بعضهم ثم وضعها في حُفر كالقبور، لتوصيل رسالة رفض للجيش تجعله يمتنع عن مصادرة أرضهم.

 

.

.

خريطة قديمة لجزر النيل مسحت في عام 1928، تظهر الجزر النيلية الموجودة في منطقة الجيزة ومن بينها القرصاية.

 

.

وجه أهالي القرصاية استغاثات عديدة لكبار المسؤولين، ورفعوا لافتات تطالب الرئيس السابق مبارك ونجله جمال، بالتدخل لحل مشكلتهم، لكن صوتهم لم يصل إلى سمع السلطة السياسية الحاكمة وقتها.

 

.

 

.

 

.

 

.

 

يعتمد سكان «القرصاية» بشكل كبير على الزراعة وتربية الماشية وصيد الأسماك، لذلك يعتقدون أن حياتهم ستكون «مستحيلة» خارج الجزيرة، التي عاش فيها أجدادهم منذ حوالي 100 عام، وشعر أهالي الجزيرة بهدوء نسبي بعد قرار حكومي بإلغاء مشروع سياحي كان من المقرر إقامته في أرضهم، كما زاد الهدوء عقب مغادرة معظم عناصر الجيش أرض «القرصاية» بعد أحداث ثورة 25 يناير.

 

.

آثار اقتحام جنود الجيش لفيلا يملكها أحد السكان الأثرياء في جزيرة «القرصاية».

الأهالي الغاضبون يقطعون شارع البحر الأعظم المواجه لجزيرتهم بعد سقوط قتيل أثناء مصادرة الجيش للأراضي.

 

قطع الطريق استمر لمدة 11 ساعة حاولت خلالها الأجهزة الأمنية وحزب الحرية والعدالة التدخل لحل المشكلة.

 

معدية جزيرة القرصاية تنقل بعض الأهالي إلى داخل أرضها عبر نهر النيل، فيما الأدخنة تتصاعد من الإطارات التي أشعلها الأهالي لقطع شارع البحر الأعظم احتجاجًا على مقتل فرد من سكانها.