يوم التنحي.. عامان على إسقاط مبارك (ملف خاص)

وكأن السماء أمطرت حرية، فى مثل هذا اليوم، قبل عامين.. وبينما كانت أعلام النصر تحتضن كل ميادين الحرية بطول البلاد وعرضها، كان الحداد يخيم على قصر الرئاسة، فى لحظات، حولت الحُكّام إلى «مطاريد حرية»، وعبيداً إلى أسياد، شعروا أخيراً بالحرية، ونزعوا عن أنفسهم أقنعة «العبودية»، بعد أعوام طويلة، تجرعوا خلالها صنوف القهر والاستبداد.

يوم تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، لا يزال محفوراً فى قلب كل حجر فى ربوع مصر، وروح كل من لا وطن له فى وطن كان، ويبدو أنه لا يزال يبحث عن وطن. كان الجميع قبل ذلك اليوم يكفن جسده بيديه، ويقرأ الفاتحة على روحه، ويسير فى جنازة نفسه، دون أن يجد من يترحم عليه، وفجأة انتفض البشر والحجر، وتحول الحلم المستحيل إلى حقيقة، صفعت كل حاكم مستبد، أراد إخراس الألسنة واغتصاب الحرية، ووأد الوطن. مر عامان، ولا يزال الكثير من أسرار «يوم التنحى»، فى ذمة الغموض، وكنف المجهول، وخزانات أسرار رحل بعضها ومعه سره، وبقى آخرون يوارونها الثرى، وكأنها «خطيئة وعار»، لابد من التستر عليهما، إلى حين. «الثورة لا تزال فى قلبى».. شعار لا يزال يرفعه «ثوار»، ويكتوى به «أشرار» لا يريدون للحياة الحياة.. لايزال الميدان يصرخ والقصر يسمع والقدر يتأمل.. ويرقب ولاتزال الأكف تدعو الله، والقلوب تمنى نفسها «بـرغيف عيش.. وحبة حرية.. وحتة وطن»، يستظلون به فى أيام «الرماد» التى يكشفون فيها العورات محتمين بالسلطة ويدفنون الحياة، على قارعة «العار».

المزيد..

المزيد..

كواليس «ما قبل التنحى» في المجلس العسكري

المزيد..

«تنحي مبارك».. ليلة بكى فيها «القصر الجمهوري»

المزيد..

المزيد..