تصاعدت حدة المواجهات التي اندلعت صباح أمس الثلاثاء في بشكيك عاصمة قرغيزستان بشكل خطير أسفرت عن مقتل وزير الداخلية في الوقت الذي استولى فيه أنصار المعارضة على مبنى التلفزيون الحكومي، واقتحموا البرلمان بينما أُعلنت حالة الطوارئ في البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس عن نشطاء حقوقيين قولهم: إن وزير الداخلية «مولدوموسا كونجانتييف» مات متأثرا بجراحة وهو في طريقه إلى أحد المستشفيات في مدينة «تالاس» شمالي البلاد، وهي إحدى المناطق الرئيسية التي تشهد مظاهرات ضد إدارة الرئيس «كرمان بيك باكييف».
وقال أحد نشطاء حقوق الإنسان للوكالة إن عشرة أشخاص على الأقل من أنصار المعارضة قتلوا اليوم الأربعاء خلال مظاهرات مناهضة للحكومة، وذكرت تقارير إعلامية أن الشرطة أطلقت النار على الضحايا أمام المبنى الرئيسي للحكومة في العاصمة بشكيك.
كما تناقلت وكالات الأنباء إصابة أكثر من مئة شخص، فضلا عن تقارير غير مؤكدة تفيد بأن متظاهرين احتجزوا بعض المسئولين الحكوميين كرهائن.
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن المتظاهرين يطالبون باستقالة «باكييف»، فيما توقع بعض المعلقين احتمال انهيار نظام الرئيس.
وتسبب اعتقال عشرة من سياسي المعارضة الكبار من بينهم رئيس الوزراء السابق والمرشح الرئاسي «ألماز بيك أتامباياك» في زيادة غضب المتظاهرين.
وقالت المعارضة إن الوضع الآن خرج عن سيطرتها حيث أنه لم يعد بالإمكان توجيه الحشود، وتردد أن زعماء معارضة آخرين لجاءوا إلى الاختباء.
وطبقا لشهود عيان فإن بعض المتظاهرين في العاصمة بشكيك سرقوا بنادق آلية من الشرطة مما دفع الشرطة للرد بهجمات بالغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين في اليوم الثاني، واستخدمت الشرطة أيضا الهراوات والقنابل الحارقة.
وقال سكان بشكيك إنه تم وقف الدخول إلى الإنترنت في معظم المنازل في المدينة، وأضافوا أن الشرطة طوقت الطريق الرئيسي بين تالاس وبشكيك بالكامل.
يأتي ذلك بعد ساعات من قمع الشرطة مظاهرات لأنصار المعارضة الذين يطالبون باستقالة الرئيس في مدينة تالاس شمال غربي البلاد.
وتشهد قرغيزستان اضطرابات سياسية متصاعدة منذ أوائل مارس الماضي، بعد تزايد الاحتجاج ضد حكم باكييف الذي بدأ قبل خمس سنوات.
من جانبها، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء الاضطرابات، وجاء في بيان للسفارة الأمريكية في بشكيك في موقعها على الانترنت: "تشعر السفارة الأمريكية في بشكيك بقلق عميق إزاء التقارير التي تشير إلى حدوث اضطرابات مدنية في مدينة تالاس. ونحث جميع الأطراف على إظهار الاحترام لسيادة القانون وندعو كلا من المتظاهرين والحكومة إلى الانخراط في محادثات لحل الخلافات بأسلوب سلمي ومنظم وقانوني."
كما دعت روسيا إلى ضبط النفس في قرغيزستان الجمهورية السوفياتية سابقا، ونقلت إنترفاكس عن نائب وزير الخارجية الروسي قوله: إن روسيا تريد أن يتم حل كل الخلافات في قرغيزستان بأساليب ديمقراطية وليس باستخدام القوة.