اتهم الكاتب الصحفي محمود عبدالرحيم، منسق اللجنة الشعبية للدستور، في بيان أصدره السبت، السلطات التونسية بمنعه من دخول أراضيها، بسبب «مواقفه وكتاباته المناوئة للإسلام السياسي»، وطالب الرئيس التونسي منصف المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي «بالاعتذار عن هذه السياسات».
وقال «عبدالرحيم»، في بيانه، إن «القنصلية التونسية بالقاهرة رفضت منحه تأشيرة لدخول الأراضي التونسية»، معتبراً أن ما سماه «العقلية الأمنية والتفكير الاستبدادي ما زالا يحكمان تصرفات البعثات الدبلوماسية العربية وفي مقدمتها التونسية، رغم الثورة التي أطاحت بالنظام الأمني فيها».
وأرجع عبدالرحيم أسباب المنع إلى مواقفه «المناوئة لتيار الإسلام السياسي الذي بات يحكم في عدة دول عربية من بينها تونس، وكتاباته عن الأوضاع بتونس في ظل النظام الحالي، موضحاً أنه تم إبلاغه من جانب مسؤول بالقنصلية التونسية صراحةً بأن أسباب زيارته غير واضحة، وأنه مُثير للمشاكل، ولن يُسمح بدخوله تونس».
وذكر «عبدالرحيم» لـ«المصري اليوم» أنه كان ذاهباً إلى تونس للزواج من خطيبته التونسية، وأحضر معه دعوة من خطيبته، إلا أن السفارة طالبته بإحضار دعوة من رجل وليس من امرأة، مضيفاً: «بعد ذلك أحضرت الدعوة من رجل – كما طالبوني- لكنهم في النهاية أكدوها صراحة لي بأنني ممنوع من السفر، لأن أسباب سفري غير واضحة ولأنني مثير للمشاكل».
وأشار عبدالرحيم إلى أنه أرسل مذكرة احتجاج إلى كلمن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة حمادي الجبالي، ووزيرالخارجية رفيق عبدالسلام، للمطالبة باعتذار رسمي وتعهُّد بتغيير ذلك النهج «الذي يسيء لصورة تونس وسمعتها ويُهدد العلاقات بين الشعبين المصري والتونسي»، لافتاً إلى أنه أرسل خطابات لكل من وزارة الخارجية المصرية والجامعة العربية وعدد من المنظمات الحقوقية لإعلامهم بالواقعة ومطالبتهم باتخاذ إجراءات سريعة.
وأعرب عن قلقه العميق إزاء واقع ومستقبل الحريات العامة، خاصة حرية الرأي في الدول التي يحكمها الإسلام السياسي «الذي يعمل بنفس المنهج الأمني الذي لايحترم الأعراف والقواعد الحقوقية التي تنظر للآخر كعنصر خطر أمني أو سياسي يجب إبعاده، وعرقلة سفره».
وأضاف أن «المصريين، خاصة الكُتاب والمثقفين منهم يتعرضون لمعاملة غير لائقة من جانب القنصلية التونسية»، لافتاً إلى أن تلك المعاملة «تعرَّض لها المفكر الكبير جلال أمين الذي لم تشفع له مكانته العالمية كمفكر عربي، مُعتبرًا أن من يتم تسهيل منحه تأشيرة دخول تونس للمشاركة بندوة فكرية أو على الأقل معاملته بطريقة أفضل».