لم تمر أيام على كارثة قطار البدرشين والذي راح ضحيته 19 مجندا وأصيب 117 آخرون، فضلا عن استمرار حوادث القطارات وتصاعدها خلال هذا الأسبوع خاصة حوادث المزلقانات، والتي قابلها وعود من المسؤولين بتطوير هذا المرفق الهام والقضاء على الفساد الموجود داخله للمحافظة على حياة المواطنين، إلا وتستمر معاناة المواطنين البسطاء اليومية في القطارات، مع استمرار نفس المشكلات التي تؤدي إلى حدوث كوارث في القطارات وتودي بحياة المواطنين.
ولا يجد المواطن البسيط الذي يسعى لقضاء مصالحه اليومية أو الذهاب إلى عمله إلا هذه القطارات المتهالكة المكتظة بالركاب، ويضطر في الكثير من الأحيان إلى الوقوف على أبواب القطار أو على جوانبه أو حتى «التسطيح» أعلى العربات أو على قاطرته، مما يهدد حياته بالخطر، إلا أنه يضطر لذلك لعدم وجود بديل يتمثل في وسيلة مواصلات آدمية، أو عدم قدرته على استقلال وسيلة مواصلات أكثر أمنا من قطارات الموت.
ويتهم المسؤولون المواطنين دائما بتعريض حياتهم للخطر أو القيام بعدد من السلوكيات الخاطئة خلال استقلال القطارات، إلا أن المشكلة الأساسية لا تتعلق بالمواطن الذي يضطر إلى تعريض حياته للخطر وللموت في كثير من الأحيان باستقلاله قطارات هيئة السكة الحديد المتهالكة والتي تفتقر لأي وسائل أمان أو خدمات للمواطنين.
واضطر المواطنين، يوم الخميس، إلى استقلال أحد قطارات الموت التي انطلقت من محطة شبرا الخيمة متجهة إلى محافظات الوجه البحري، ونتيجة الزحام الشديد داخل القطار وقف المواطنون على أبواب عرباته الخالية من الأبواب أصلا، قام بعضهم بالنوم و«التسطيح» أعلى القطار، ووصل الأمر إلى الوقوف بين العربات وعلى جانبي قاطرته، أملا منهم في الوصول إلى وجهتهم أو العودة إلى منازلهم لعدم وجود أي بديل أمامهم.