مرشد «الإخوان» في رسالته الأسبوعية: الأمة تتقدم بتطبيق روح الشريعة قبل أحكامها

كتب: عبد الرحمن عكيلة الخميس 17-01-2013 19:10

 

 

طالب الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، بضرورة العمل لرفع شأن الأمة، مشيراً إلى أن الله عز وجل أوجب على العاملين المخلصين، والساعين الصادقين، الوقوف أمام أصوات الفساد والكذب، والتصدى للمؤامرات الشيطانية التى يقودها إبليس.

 

وقال «بديع» فى رسالته الأسبوعية، الخميس، التي جاءت تحت عنوان «واجب الوقت.. حمل هم الأمة» إن كل الآلات مباحة في شريعة الشيطان، من القتل والفتك والتدمير والإهلاك والتخريب، أما الكذب والتدليس واتهام الأبرياء فحدث ولا حرج، داعيا إلى مواجهة الآلات الفاسدة، بأخذ الناس إلى ربهم، وأسوتهم فى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

وأضاف «بديع»: «بل انطلق الأسوة صلى الله عليه وسلم مشفقاً على غير المسلم قبل المسلم، وكذلك الاهتمام بغير الملتزم أكثر من الملتزم، وأن الأول أولى بالرعاية لخطورة حالته بعيداً عن الله عز وجل رحمة به وشفقة عليه»، مشيراً إلى أن الأمة تتقدم بتطبيق روح الشريعة قبل أحكامها.

 

ودعا «بديع» إلى أن يقدم أبناء الأمة هذه الوسطية، التي هي روح الشريعة، فى الفهم والفكر والممارسة والتطبيق، إلى كل العالم اليوم، بالاصطفاف الإسلامى والوطنى معاً، وتضييق كل الثغرات كلما لاح فى الأفق خلاف، والأخذ برفق على من يقوم بتوسيعها، وعدم إهدار الأوقات دون تحقيق حوار جاد يسلك بالوطن طريقة للاستقرار والأمان، بعيداً عن التعصب الممقوت، والاستعلاء المبغوض، والنشوة الكاذبة، والانتقام المشين، بل بالتسامح والعفو والتواضع، وانكسار الجميع أمام رب العالمين.

 

وأضاف: «وكذلك بتأسيس جيل وطنى يقدم مصالح الأمة فوق المصالح الشخصية والحزبية، فالوطن أولاً، ومصر فوق الهامات، فالأمة أبقى من كل شىء، أفراداً وجماعات وأحزاباً وهيئات، ولنا مثل فى المصرى المؤمن من آل فرعون الذى حمل هم الأمة ولم يقف موقفاً سلبياً عندما قعد الجميع».

 

وأكد «بديع» أن الالتفاف حول روح الشريعة بهذه المعانى هو واجب الوقت اليوم الذى هو مقياس دقيق لكل فرد فى حرارة حبه للوطن، والممثل فى إيمانه بمستقبل مشرق، ويقظته للتحديات، وانتباهه للمكائد، وتصديه للمؤامرات، فأبناء الأمة يستمدون من روح الشريعة روحاً معنوية، وحراكاً اجتماعياً، وخريطة واضحة لفقه الأولويات.

 

وحذر «بديع» من مخالفة أسلوب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى قال «خاطبوا الناس على قدر عقولهم.. أتحبون أن يكذب الله ورسوله»، لأن الأسلوب قد يكون منفراً وليس محبباً، كما قال رب العزة فى حديثه القدسى: «حببونى إلى خلقى»، لمواجهة حملات التشويس والتشويه التى لا تنقطع، وصد مكائد التضليل والإحباط التى لا تهدأ.